الصحفي أحمد رضي لوكالة تسنيم الإخبارية:
العصيان المدنيّ أحد أهم وأبرز أشكال المعارضة
منامة بوست (خاص): في مقابلة مع وكالة تسنيم الأخباريّة «نشرت باللغة الفارسيّة»، وعلى هامش الذكرى الثالثة لثورة البحرين صرّح الصحفيّ البحرينيّ أحمد رضي للوكالة بأنّ القوى الثورية وجماعات المعارضة في المنامة نظمت في 14 فبراير 2014 برامج احتجاجيّة مختلفة مثل: التظاهرات والعصيان المدني، حيث عمد الشعب البحريني إلى جميع الوسائل السلميّة لإظهار معارضته لنظام آل خليفة من أجل تحقيق المطالب المشروعة.
وقال رضي معلقاً حول التدابير الأمنيّة للنظام: بأنّ الحالة الأمنيّة التي تسيطر على البحرين هي حالة الطوارئ، حيث تمّ نشر الشرطة وقوّات الأمن في مناطق مختلفة من المدن والقرى وأنشئت مقرات لها ونقاط تفتيش، وقد وضعت هذه التدابير الأمنية قبل أيام من الذكرى الثالثة للثورة وقامت القوات الأمنية بحملة اعتقالات واسعة النطاق من ضمنها اعتقال الصحفيين والمصورين، والغرض من هذه الإجراءات هو السيطرة على الاحتجاجات الشعبيّة المعارضة ومحاولة سدّ الأفق أمامها.
ولفت رضي إلى أن هناك إجماع دوليّ واتفاقات بين دول الجوار وأمريكا والسعوديّة على عدم تغيير البنية السياسيّة في دول المنطقة. لكن وعلى الرغم من هذا الاتفاق، فإن الشعب البحرينيّ مستمر حتى تحقيق النصر، واعتقد أنّ هذه الثورة سوف تنتصر لأنها مبنيّة على حق.
وأضاف رضي بخصوص دعوات الجمعيات السياسية بتأييد الاحتجاجات الموافقة للذكرى الثالثة للثورة: يقوم الشعب بالاحتجاج في الشوارع للتعبير عن غضبه من النظام، وقد أعلنت القوى والجماعات السياسية المخالفة دعمها لإرادة الشعب. وفي بيان له دعا المجلس العلمائي الناس للمشاركة في هذه الاحتجاجات السلميّة، كما دعا ائتلاف 14 فبراير إلى "التمرد والعصيان" وأيضا دعت جماعات المعارضة للنظام بالخارج في بياناتها الجميع للمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وفيما يخص العصيان المدني قال رضي، تمهيداً لعصيان 14 فبراير استمرت جميع أشكال الاحتجاج كالتظاهرات والإضراب. يعتبر العصيان المدني أحد أهم وأبرز أشكال المعارضة، ومن أجل انجاح هذا الحدث المهم ينبغي على جميع الإعلاميين والنشطاء في المجال الاقتصادي والسياسي التعاون معاً من أجل هذا الهدف الموحد. ونتمنى من المعارضة وجميع الناس الاستفادة من جميع الخيارات المتاحة هنا حتى يجبر النظام على وقف سياسته الأمنية، ووقف عمليات القتل والاعتقالات التعسفية والتعذيب.
وأشار أن انتصار الثورات الأخرى لها أسبابها الخاصّة حيث تختلف أوضاعها عن البحرين اختلافاً كبيراً بسبب خصوصية البحرين الجغرافية والسياسيّة والأمنيّة التي تشكّل مانعاً أمام التغيرات السياسيّة في منطقة الخليج. وتعتبر البحرين بوابة للمنطقة فلهذه الأسباب نرى ممانعة أمريكا والسعودية. والنظام السعودي ضد هذه التغيرات لدرجة أنّه أرسل قواته لقمع الثورة، بالإضافة إلى أنّ هناك اتفاق دوليّ إعلاميّ وأمنيّ ضدّ الثورة.
ورأى رضي أن الاختلاف في الرؤية السياسيّة حول نوع النظام السياسي في البحرين يغيّر من الاعتقاد بضرورة ايجاد تغيير أساس في البلد. فالطرفان اللذين يدعوان للإصلاح والإسقاط يتّفقان على أنّ القمع وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة ومنتشرة على نطاق واسع، ومعظم الناس يعتقدون بتغيير النظام وأنّه يجب إيجاد حكومة تعامل مواطنيها على قدم المساواة بحسب القانون. ونحن نؤيد مطالب الشعب أياً كانت: إصلاح النظام أو إسقاطه، وفي النهاية حق الشعب بتقرير مصيره هو الأهم، وأن يتم اختيار نظام الحكم بإرادة شعبية سواء عبر طريق إسقاط الحكم أو إصلاحه وصولاً لتحقيق المطالب الشعبيّة.
واختتم الإعلامي رضي حديثه بالقول أن الثورة الإسلاميّة في إيران لعبت دوراً بارزاًفي إرجاع القيم الدينيّة، وثورة البحرين أخذت منها دروساً في العزم والصبر بمحاربة النظام والتعامل مع أمريكا. وأيضاً تعلمنا أنّه على الرغم من المتغيرات العالمية نستطيع بتصميمنا وعزمنا تحقيق إرادتنا وعدم هدر دماء الشهداء، وبالتالي الثورة الإسلاميّة هي مدرسة نتعلم منها العزم والإرادة والتصميم كما علمنا الإمام الحسين عليه السلام أنّ الدم ينتصر على السيف.
* صحيفة منامة بوست:
* نص الحوار باللغة الفارسية: