15‏/01‏/2014

برويز لـ"العهد": وثقت أكثر من 800 إنتهاك حقوقي للسلطات البحرينية

برويز لـ’العهد’: الثورة البحرينية مستمرة حتى النصر

برويز لـ’العهد’: وثقت أكثر من 800 إنتهاك حقوقي للسلطات البحرينية
 
المنامة ـ احمد رضي
 
كشف الناشط الحقوقي حسين برويز (الأمين العام للمنظمة الأوربية البحرينية لحقوق الإنسان) المفرج عنه مؤخرا بكفالة 100 دينار بعد إنتهاء فترة توقيفه 45 يوماً، عن انتهاكات حقوقية مستمرة ضد السجناء، وأنه وثق 841 حالة اعتقال تعسفي واختفاء قسري وتعذيب جسدي ونفسي ووحالات إغتصاب لبعض المعتقلين، متوعداً برفعها للمنظمات الدولية.

وفي مقابلة خاصة مع موقع "العهد الاخباري"، أكد برويز أن البحرينيين قهروا السجان بصمودهم وثباتهم، متوجهاً للنظام الحاكم بالقول" إعتقالكم للمظلومين قد تسبب بثورة حقوقية ثقافية سلمية ستبني أجيالاً غاضبة من ممارساتكم الغير مشروعة التي ترتكبونها ضد أبناء شعبكم".

وكان برويز قد اعتقل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في مركز مدينة عيسى بتهمة "التحريض على كراهية النظام" أثناء تقديمه شكوى تشهير ضد صحيفة محلية، الأمر الذي اعتبرته منظمات حقوقية وسياسية استهدافاً مباشراً لنشطاء حقوق الإنسان الذين ساهموا بكشف انتهاكات النظام المستمرة.

وفيما يلي، نص المقابلة:


* كيف عشت تجربة السجن؟

- في الحقيقة السجن كان تجربة فريدة لي حيث تعلمت منها الكثير وزادت عزيمتي واصراري على المواصلة من أجل المطالبة بحقوق الإنسان والعدالة والحرية، وزادت لدي قناعة بأننا نحكم من نظام لا يحترم حقوق الإنسان ويمعن في إنتهاكات حقوق الإنسان تحديداً ضد السجناء والمعتقلين المطالبين بالحرية والعدالة.

* ما هي التهم الموجهة إليك وعلى ماذا أرتكز التحقيق معك وما هي تداعيات القضية بعد الإفراج عنك؟

- في الحقيقة كانت التهمة هي التحريض على كراهية النظام، ولكنها تهمة فضاضة وكيدية وسياسية وغير قانونية وغير مكتملة الأركان. وكان التحقيق يدور حول نشاطي الحقوقي وليس فقط خطابي الأخير الذي ألقيته بالعاصمة المنامة، وكانوا يريدون أن يلصقوا بي تهمة التواصل مع حركة شباب 14 فبراير المعارضة، وأنا بالطبع رفضت هذه التهم وتحدثت عن نشاطي الحقوقي بكل علنية. كما تم توجيه تهم أخرى لي، وهي تهمة إهانة الملك والتعرض للهيئات النظامية وشعار وعلم المملكة!!

الناشط حسين برويز
الناشط البحريني حسين برويز مع عائلته

*كيف تلمست ردود الفعل لإعتقالك كناشط حقوقي من قبل المنظمات الدولية والوطنية؟

- أولاً أوجه شكري إلى كافة المنظمات الحقوقية والهيئات والمراكز والجمعيات، وإلى السيدة كاثرين اشتون (النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية) لعملها الحثيث على قضيتي في الخارج، وأشكر أعضاء البرلمان الأوروبي على وقوفهم الجاد معي في قضيتي، وأيضاً النشطاء والمدونين والمنظمات الدولية والأمم المتحدة وأخص بذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

*بعد 45 يوماً قضيتها في سجن الحوض الجاف، ما هي أبرز الانتهاكات الحقوقية التي شهدتها بنفسك داخل السجن؟


- طبعاً يختلف التعامل معي عن بقية السجناء الآخرين، فقد كان التعامل معي محترم وتم توفير كافة الحقوق لي وهذه شهادة للمصداقية أقولها، ولكن للآسف المعتقلين والسجناء كانوا يعاملون معاملة مهينة للكرامة الإنسانية حيث كانوا يتعرضون للتعذيب في مبنى التحقيقات الجنائية ومركز القضيبية ومركز المحافظة الوسطى كأماكن رئيسية لتعذيب السجناء ويتم إرغامهم على الإعتراف القسري أو التوقيع على أوراق وتهم كيدية وقضايا وهمية يتم تلفيقها لهم.

ومن خلال تواجدي بالسجن وثقت 841 حالة اعتقال تعسفي واختفاء قسري يمتد لأيام وتعذيب جسدي ونفسي وتحرش جنسي وحالات إغتصاب لبعض المعتقلين. وللأسف هذه الانتهاكات لم تكن واضحة للعيان، وأنا شهدتها ووثقتها وعشت مرارة ما يعيشه هؤلاء السجناء من ترديّ للأوضاع الصحية وسوء المرافق الصحية، وسوء الأكل والمشروبات، وطول فترة الاحتجاز الطويلة التي تمتد لأكثر من عام بدون محاكمة، وبعضهم لا يعلم ما هي تهمته أساساً ومصيرهم مجهول.

*كونك شهدت بنفسك هذه الانتهاكات الحقوقية كيف سيكون خطابك وآلية عملك في الفترة القادمة بعد هذه التجربة الصعبة؟
- عملي الحقوقي لم يتوقف داخل أو خارج السجن، ولدينا تواصل مع المنظمات الدولية. وقد وعدت السجناء بأن هذه الانتهاكات ستصل ليس عبر البريد الإلكتروني وأنما يداً بيد إلى الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وإلى المقرر الخاص بالحريات الدينية والمقرر الخاص بحرية الرأي والتعبير والمقرر الخاص بالتعذيب، وسأقوم بعمل ندوات تفصيلية وصريحة حول ما قامت به السلطات البحرينية من إنتهاكات حقوقية جسيمة بناءً على ما وثقته بنفسي داخل السجن.

*ما هي رسالتك الأخيرة للشعب البحريني وإلى السلطات البحرينية؟


- أولاً أشكر الناس على وقفتهم ودعواتهم لي في ظهر الغيب، وأشكر كل من تضامن معي في قضيتي، وأقول أن كل المعتقلين والمظلومين هم رموز وأبطال يستحقون كشف قضاياهم وتسليط الضوء على مظلوميتهم، ورسالتي لشعب البحرين أقول "أن أبناءكم قهروا السجان بصمودهم وثباتهم واستمرارهم على عهدهم الذي قطعوه على أنفسهم بأنهم لن يتراجعوا عن حقوقهم المشروعة التي طالبوا بها". ورسالتي للنظام الحاكم بأن إعتقالكم لهؤلاء المظلومين قد تسببتم بثورة حقوقية ثقافية سلمية سوف تبني أجيالاً غاضبة من ممارساتكم الغير مشروعة التي ترتكبونها ضد أبناء الشعب لأنهم طالبوا فقط بالحرية وعبروا عن آرائهم.   
أضيف بتاريخ : 2014-01-15
 

ليست هناك تعليقات: