مداخلة أحمد رضي (كاتب صحفي)
على هامش فعالية حول (دور الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكة البحرين) ونظمتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان بحضور قوى وطنية وحقوقية، بفندق الريجنسي، الأحد 27 أبريل 2014.
سوف نشهد بتاريخ 3 مايو مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وفي نفس الوقت لا زال هناك عشرات الإعلاميين معتقلين في السجون البحرينية. فخلال السنوات الثلاث الأخيرة منذ بداية ثورة 14 فبراير 2011 وحتى الآن تعرض القطاع الصحفي والإعلامي لإستهداف أمني مباشر، فهناك أكثر من 30 إعلامي مفصول من عمله، وعشرات المعتقلين وأكثر 150 متضرر من الإعلاميين والمدونين والمصورين والمراسلين لوكالات الأنباء، بالإضافة إلى مسئولية النظام في القتل المباشر والتعذيب لإعلاميين كحالات موثقة لدى المنظمات الحقوقية المستقلة.
بإيجاز اسمحوا أن أتكلم عن تجربة شخصية كصحفي أو إعلامي مستقل.. ففي عام 1995 تم اعتقالي آبان الانتفاضة الشعبية، وتعرضت للتعذيب البدني والنفسي على يد الجلاد (عادل فليفل)، وأصبت بأزمة قلبية وضيق تنفس وفقدت السمع بإحدى أذناي، وتم الإفراج عني قبل أن تتطور الأمور بصورة مأساوية.. وكان سبب الاعتقال هو تواصلي مع وسائل الإعلام الخارجية.
وعندما كنت صحفياً متعاوناً مع صحيفة رسمية (الأيام) تم إيقاف تعاوني بسبب مداخلة صوتية بقناة الجزيرة القطرية، وتم استدعاءي لوزارة الإعلام وتهديدي من قبل مدير إدارة الإعلام الخارجي ورفعت دعوة قضائية ضدي لإيقاف نشاطي الإعلامي ورفضت الدعوة حينذاك، ومنذ أكثر من 10 سنوات قدمت طلب اعتمادي كمراسل لقناة إعلامية ولا زال طلبي معلق!!
وفي عام 2012 تم اعتقالي لمدة 4 شهور بسبب تقرير إعلامي صرحت به لإذاعة لندن وقناة اللؤلؤه حول موضوع الاتحاد الخليجي بين البحرين والسعودية، وأتهمت بتهم جنائية للتغطية على نشاطي الإعلامي، كما نشرت إحدى الصحف الرسمية تصريح لمراسل قناة العربية (محمد العرب) بأنه تم اعتقالي أثناء الهجوم على دورية أمنية ومهاجمة رجال الأمن ورمي المولوتوف.. في حين أنه تم اعتقالي من المنزل الساعة 4 فجراً !!
وقد تعرضت لتعذيب قاسي على يد الجلاد (عيسى المجالي) وخلال 4 شهور بالسجن شهدت فصول معاناة المعتقلين، حيث شهدت بنفسي معاناة أخواني المعتقلين في السجون من صور التعذيب والاغتصاب وسوء المعاملة والرعاية الصحية السيئة، ولدي الاستعداد باللجوء للقضاء العادل لمحاسبة المعذبين في مرحلة العدالة يوما ما، ولن أتردد أبداً بمحاسبة من تسبب بجروح لن أنساها أبداً.
وخلال فترة السجن والتعذيب لم أشهد موقفاً أو تعاطفاً من جمعية الصحفيين البحرينية أو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، بل شهدت دعماً من منظمات إعلامية وحقوقية مستقلة، وجاء أمر الإفراج عني بعد يومين من مؤتمر جنيف عام 2012.. وحالياً لا زلت أحمل قلمي كسلاح بمواقع التواصل الاجتماعي لكشف انتهاكات حقوق الإنسان والدفاع عن أخواني المعتقلين وسجناء الرأي، ولن أتنازل عن حقي الخاص وحق الشعب بأن يعيش بكرامة وحرية وعدالة وفق حق تقرير المصير.
ختاماً.. ثورة البحرين لم تبدأ منذ 3 سنوات بل جاءت نتاج تضحيات طويلة ومعاناة شعب يعاني منذ زمن.. علينا أن نعترف بشجاعة بجميع القوى الوطنية والمعارضة السياسية.. علينا أن نعترف بالواقع الجديد لشباب البحرين وأحلامهم وطموحهم الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان.. شئنا أم أبينا علينا أن نعترف بكل قوى المعارضة السياسية والثورية، وخصوصاً القوى التي قادها شباب البحرين ومن بينها (إئتلاف 14 فبراير).
وشكرا لكم،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق