نص الكلمة التي ألقيتها بالوقفة التضامنية مع المعتقل د.عبدالجليل السنكيس
المضرب عن الطعام منذ أكثر من 90 يوما، بمسجد الشيخ راشد بمنطقة السنابس.
الأربعاء 24/6/2015
الأربعاء 24/6/2015
في هذه اللحظة من التاريخ نقف لنسجل كلمتنا وموقفنا تضامنا مع الرمز
السياسي المعتقل د.عبدالجليل السنكيس والمحكوم ظلما… والمضرب عن الطعام منذ
أكثر من 90 يوما حتى الآن بسبب احتجاجه على سوء معاملة السجناء وتعذيبهم
واهانتهم وتدهور أوضاع السجون.
وأخينا الاستاذ د.عبدالجليل السنكيس أشهر من أن يعرف أحد به، ولكن نقول للعالم هو أحد الرموز السياسية لثورة 14 فبراير ومهندس للعديد من الأفكار المتطورة ميدانيا وإعلاميا، وشارك مع نخبة من زملائه وأصدقاءه بالعمل السياسي ولكنه بعد سنوات اقتنع من استحالة تحسين أو تغيير الوضع في دائرة القوانين المقيدة للحريات وفقدان الضمانات التي تمنع انتهاك حقوق الإنسان.
كانت نظرته لمستقبل البحرين كرمز سياسي تتجاوز حدود الجمعية أو الحزب السياسي، انفتح برسالته ومواقفه على الجميع صغار وكبار، وفي محطات عديدة تألم من الصديق القريب قبل العدو.
فليس سهلا أن تقوم بعمل أو موقف مستقل في ظل مجتمع مكبل بقيود السلطة وصراع الأحزاب الإسلامية والوطنية.. ومجتمعنا كان يحتاج لرجال أحرار متمسكين بهويتهم ودينهم ولديهم. موقف واضح من النظام الظالم التي ارتكب كل هذه الانتهاكات الإنسانية الخطيرة كجرائم القتل والتعذيب والاغتصاب وسجن المعارضين وهتك الحرمات وهدم المساجد.. وغيرها.
أي نظام حاكم يتعامل مع شعبه بمنطق القوة والحل الأمني ويستخف بعقيدته وهويته وتاريخه، يصبح من الصعب التعايش مع هذا النظام أو الاعتراف بشرعيته أو يمكن القبول بتسوية سياسية مجحفة أو السماح بتمرير أي مشروع مهادنة دون الرجوع للإرادة الشعبية التي قررت مواصلة الثورة ورفض الاحتلال السعودي وعدم الاستسلام لمنطق القوة العسكرية والأمنية أو الرضوخ لخيارات الإدارة الأمريكية أو البريطانية.. وكذلك عدم القبول بأي مشروع سياسي يتجاوز حق تقرير المصير وحق المواطن بإختيار حكومته الدستورية والنظام الذي يحقق مطالبه المشروعة بحياة عادلة وآمنة تنهي عهد الظلم والاستبداد وتقطع طريق الفساد وسلب حقوق الناس.
كنت أتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. في الوقت الذي يصوم الناس فيه بشهر رمضان عن الذنوب والمعاصي، فهل يصوم الحكام العرب عن جرائم قتل البشرية وسحق الحريات ويكفروا عن ذنوبهم بإطلاق سراح المعتقلين وتعويض المتضررين وتحقيق العدالة الغائبة ويتوبوا من خطيئة الاستهانة بدين الأمة وعقائدها وجريمة هدم مساجدها وإهانة مقدساتها واحتلال أراضي الوطن.. والأهم قتل النفس المحرمة؟!
ومن يتكلم عن الحوار مع النظام الحاكم أو التوافق الوطني أدعوه أولا إلى قراءة كتاب (الحوار في القرآن) للراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله.. لمعرفة أسس الحوار ومقومات نجاحه، فهو أفضل لهم من ضياع وقتهم بالجدل وأنصحهم بعدم الركون لوعود السلطة وحلفائها، وعدم الانفراد بقرارات خطيرة تمس سلطة الشعب صاحب القرار الأول واخذ العبرة من دروس التاريخ الماضي.
وأود لفت الانتباه إلى معاناة المعتقلين في سجون البحرين ففي ظل غياب الرقابة المستقلة للمنظمات الحقوقية لا تزال الانتهاكات مستمرة بحق السجناء يوميا.. ولا تزال مئات العوائل تترقب الإفراج عن أبناءها، وهم يعيشون معاناة في ظل ظروف معيشية قاسيه.. شهدت بنفسي في السجن معاناة شباب تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والتحرش الجنسي والإهانة الحاطة بالكرامة الإنسانية.
وأستغرب تجاهل المؤسسات الدينية وعلماء البحرين الكبار المطالبات الأهلية بتخصيص صندوق مالي من الخمس والزكاة ويكون ريعه لعوائل الشهداء والمعتقلين ومن فقد عمله ولكن للآسف الصمت المطبق هو الجواب، وغاية ما نتمناه منهم التجاوب بمصداقية مع الشعب بصورة مباشرة وتلمس آلامهم ونزول الميدان وحاجات هذه العوائل المنكوبه.. لنعلم بأن الدعاء بالفرج وشعارات خطب الجمعة لا تغني بطون الجياع والمقهورين ظلما.
لا بد للمؤسسة الدينية والسياسية أن تقترب من مطالب الشعب وتستمع لشكواهم مباشرة، وان لا تقف بموازة مشاريع قوى الثورة وشبابها الرهين بين السجون والمنافي أو المطاردين هنا وهناك. يكفينا ضياع وتشتت لقوى المعارضة، فبرغم غياب الرموز السياسية وكل الجرائم الخطيرة التي ارتكبها النظام لا تزال المعارضة للآسف عاجزة عن توحيد قواها ولملمة صفوفها رغم الهجمة الأمنية واختراق صفوف الشباب.
الثورة.. هي معادلة التغيير السياسي وصنع واقع جديد وقد تقدمها الشباب وآمن بها أغلبية الشعب وقدم تضحيات كبيرة من أجلها ولا يمكن التغاضي أبدا عن جرائم النظام وانتهاكاته الخطيرة بحق الشعب رغم الدعم السعودي والأمريكي والبريطاني لهذا النظام.. بالتالي لا يمكن قبول أية تسوية سياسية أو معادلة خارج سياق حق تقرير المصير وتمثيل الإرادة الشعبية.. دعوت سابقا لحرق وثيقة المنامة، ولكني أدعو اليوم لنسيانها فمطالب الشعب وتضحياته غير قابلة للمساومة أو التنازل بأقل سقف سياسي ولن نقبل بقرار خلاف إرادة الشعب.
علينا أن نتساءل قبل طرح سؤال: ما هو الشكل السياسي المناسب للحكومة القادمة وفق الدستور المتوافق عليه؟
علينا أن نسأل أنفسنا: هل يمكن التعايش مع هذا النظام الحاكم الذي يحكمنا منذ أكثر من 300 سنة بعد كل هذه الانتهاكات الحقوقية والجرائم الوحشية؟ وهل نحن قادرين على انتزاع حقوقنا وحرياتنا رغم التكلفة الباهضة؟ وهذا ما تثبته وقائع الأحداث وحقائق التاريخ وقناعة الوجدان بأن الحق لا يضيع والحرية تنتزع ويصنعها الأحرار وليس العبيد والتجار.
ختاما.. كل المحبة والود لتضحيات شبابنا وعوائل الشهداء والمعتقلين وكل القوى السياسية والثورية المؤمنة بعدالة قضيتنا ومطالبنا الشعبية.. وكل التقدير والاحترام لتضحيات الرموز السياسية كالاستاذ عبدالجليل السنكيس ورفاق دربه.. هؤلاء يسطرون تاريخ البحرين بمقاومة مدنية سلمية، وخالص دعواتنا بالفرج العاجل لجميع السجناء في البحرين والأحرار في العالم.
والحمد لله رب العالمين
نشطاء يتضامنون مع «السنكيس» ويؤكّدون على «حقّ تقرير المصير»
http://www.manamapost.com/ news.php?name=2015051444
وأخينا الاستاذ د.عبدالجليل السنكيس أشهر من أن يعرف أحد به، ولكن نقول للعالم هو أحد الرموز السياسية لثورة 14 فبراير ومهندس للعديد من الأفكار المتطورة ميدانيا وإعلاميا، وشارك مع نخبة من زملائه وأصدقاءه بالعمل السياسي ولكنه بعد سنوات اقتنع من استحالة تحسين أو تغيير الوضع في دائرة القوانين المقيدة للحريات وفقدان الضمانات التي تمنع انتهاك حقوق الإنسان.
كانت نظرته لمستقبل البحرين كرمز سياسي تتجاوز حدود الجمعية أو الحزب السياسي، انفتح برسالته ومواقفه على الجميع صغار وكبار، وفي محطات عديدة تألم من الصديق القريب قبل العدو.
فليس سهلا أن تقوم بعمل أو موقف مستقل في ظل مجتمع مكبل بقيود السلطة وصراع الأحزاب الإسلامية والوطنية.. ومجتمعنا كان يحتاج لرجال أحرار متمسكين بهويتهم ودينهم ولديهم. موقف واضح من النظام الظالم التي ارتكب كل هذه الانتهاكات الإنسانية الخطيرة كجرائم القتل والتعذيب والاغتصاب وسجن المعارضين وهتك الحرمات وهدم المساجد.. وغيرها.
أي نظام حاكم يتعامل مع شعبه بمنطق القوة والحل الأمني ويستخف بعقيدته وهويته وتاريخه، يصبح من الصعب التعايش مع هذا النظام أو الاعتراف بشرعيته أو يمكن القبول بتسوية سياسية مجحفة أو السماح بتمرير أي مشروع مهادنة دون الرجوع للإرادة الشعبية التي قررت مواصلة الثورة ورفض الاحتلال السعودي وعدم الاستسلام لمنطق القوة العسكرية والأمنية أو الرضوخ لخيارات الإدارة الأمريكية أو البريطانية.. وكذلك عدم القبول بأي مشروع سياسي يتجاوز حق تقرير المصير وحق المواطن بإختيار حكومته الدستورية والنظام الذي يحقق مطالبه المشروعة بحياة عادلة وآمنة تنهي عهد الظلم والاستبداد وتقطع طريق الفساد وسلب حقوق الناس.
كنت أتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. في الوقت الذي يصوم الناس فيه بشهر رمضان عن الذنوب والمعاصي، فهل يصوم الحكام العرب عن جرائم قتل البشرية وسحق الحريات ويكفروا عن ذنوبهم بإطلاق سراح المعتقلين وتعويض المتضررين وتحقيق العدالة الغائبة ويتوبوا من خطيئة الاستهانة بدين الأمة وعقائدها وجريمة هدم مساجدها وإهانة مقدساتها واحتلال أراضي الوطن.. والأهم قتل النفس المحرمة؟!
ومن يتكلم عن الحوار مع النظام الحاكم أو التوافق الوطني أدعوه أولا إلى قراءة كتاب (الحوار في القرآن) للراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله.. لمعرفة أسس الحوار ومقومات نجاحه، فهو أفضل لهم من ضياع وقتهم بالجدل وأنصحهم بعدم الركون لوعود السلطة وحلفائها، وعدم الانفراد بقرارات خطيرة تمس سلطة الشعب صاحب القرار الأول واخذ العبرة من دروس التاريخ الماضي.
وأود لفت الانتباه إلى معاناة المعتقلين في سجون البحرين ففي ظل غياب الرقابة المستقلة للمنظمات الحقوقية لا تزال الانتهاكات مستمرة بحق السجناء يوميا.. ولا تزال مئات العوائل تترقب الإفراج عن أبناءها، وهم يعيشون معاناة في ظل ظروف معيشية قاسيه.. شهدت بنفسي في السجن معاناة شباب تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والتحرش الجنسي والإهانة الحاطة بالكرامة الإنسانية.
وأستغرب تجاهل المؤسسات الدينية وعلماء البحرين الكبار المطالبات الأهلية بتخصيص صندوق مالي من الخمس والزكاة ويكون ريعه لعوائل الشهداء والمعتقلين ومن فقد عمله ولكن للآسف الصمت المطبق هو الجواب، وغاية ما نتمناه منهم التجاوب بمصداقية مع الشعب بصورة مباشرة وتلمس آلامهم ونزول الميدان وحاجات هذه العوائل المنكوبه.. لنعلم بأن الدعاء بالفرج وشعارات خطب الجمعة لا تغني بطون الجياع والمقهورين ظلما.
لا بد للمؤسسة الدينية والسياسية أن تقترب من مطالب الشعب وتستمع لشكواهم مباشرة، وان لا تقف بموازة مشاريع قوى الثورة وشبابها الرهين بين السجون والمنافي أو المطاردين هنا وهناك. يكفينا ضياع وتشتت لقوى المعارضة، فبرغم غياب الرموز السياسية وكل الجرائم الخطيرة التي ارتكبها النظام لا تزال المعارضة للآسف عاجزة عن توحيد قواها ولملمة صفوفها رغم الهجمة الأمنية واختراق صفوف الشباب.
الثورة.. هي معادلة التغيير السياسي وصنع واقع جديد وقد تقدمها الشباب وآمن بها أغلبية الشعب وقدم تضحيات كبيرة من أجلها ولا يمكن التغاضي أبدا عن جرائم النظام وانتهاكاته الخطيرة بحق الشعب رغم الدعم السعودي والأمريكي والبريطاني لهذا النظام.. بالتالي لا يمكن قبول أية تسوية سياسية أو معادلة خارج سياق حق تقرير المصير وتمثيل الإرادة الشعبية.. دعوت سابقا لحرق وثيقة المنامة، ولكني أدعو اليوم لنسيانها فمطالب الشعب وتضحياته غير قابلة للمساومة أو التنازل بأقل سقف سياسي ولن نقبل بقرار خلاف إرادة الشعب.
علينا أن نتساءل قبل طرح سؤال: ما هو الشكل السياسي المناسب للحكومة القادمة وفق الدستور المتوافق عليه؟
علينا أن نسأل أنفسنا: هل يمكن التعايش مع هذا النظام الحاكم الذي يحكمنا منذ أكثر من 300 سنة بعد كل هذه الانتهاكات الحقوقية والجرائم الوحشية؟ وهل نحن قادرين على انتزاع حقوقنا وحرياتنا رغم التكلفة الباهضة؟ وهذا ما تثبته وقائع الأحداث وحقائق التاريخ وقناعة الوجدان بأن الحق لا يضيع والحرية تنتزع ويصنعها الأحرار وليس العبيد والتجار.
ختاما.. كل المحبة والود لتضحيات شبابنا وعوائل الشهداء والمعتقلين وكل القوى السياسية والثورية المؤمنة بعدالة قضيتنا ومطالبنا الشعبية.. وكل التقدير والاحترام لتضحيات الرموز السياسية كالاستاذ عبدالجليل السنكيس ورفاق دربه.. هؤلاء يسطرون تاريخ البحرين بمقاومة مدنية سلمية، وخالص دعواتنا بالفرج العاجل لجميع السجناء في البحرين والأحرار في العالم.
والحمد لله رب العالمين
نشطاء يتضامنون مع «السنكيس» ويؤكّدون على «حقّ تقرير المصير»
http://www.manamapost.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق