10‏/06‏/2014

حملة «المعتقلين المرضى» تتوثّب الإنطلاق

حملة «المعتقلين المرضى» تتوثّب الإنطلاق..
والدكتور طه الدرازي يراها ملحّة وضروريّة
حملة «المعتقلين المرضى» تتوثّب الإنطلاق.. والدكتور طه الدرازي يراها ملحّة وضروريّة      
   
منامة بوست (خاص): تنطلق مساء يوم الخميس القادم 12 يونيو/حزيران 2014 حملة إنسانيّة في شبكات التواصل الاجتماعيّ تضامناً مع المرضى في السجون، وتتّخذ الحملة التي ستكون تحت هاشتاق #المعتقلين_المرضى عدّة طرق، منها: المشاركة بالكتابة ونشر الصور المتعلّقة بهذا الملفّ الخطير عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، ونشر الأهالي قصص المعاناة الإنسانيّة والأوضاع الصحيّة لذويهم ومعارفهم، و التواصل مع المنظّمات الحقوقيّة والإعلاميّة وإخطارها بكل ما يتعلّق بالحالة الصحيّة للمعتقلين المرضى في السجون البحرينيّة، و نشر بيانات حقوقيّة خاصّة بهذا الملف، ورفع تقارير دوريّة للمنظّمات الدوليّة والإنسانيّة. ووعد القائمون على الحملة بنشر ملفّات مصوّرة لحالات إنسانيّة صعبة للمعتقلين.
 
في هذا الصدد التقت «منامة بوست» بأحد القائمين على هذه الحملة، «الإعلامي أحمد رضي»، والذي يعدُّ من ضحايا التعذيب، وسألته عن كيفيّة تبلور الفكرة، فقال: «بالتعاون مع مجموعة من النشطاء الحقوقيّين والسياسيّين والإعلاميين وعوائل المعتقليين الداعمين لحقوق الإنسان ولكشف انتهاكات النظام البحرينيّ، طرحنا فكرة إقامة حملة تضامن بمواقع التواصل الاجتماعيّ لدعم المعتقلين المرضى في السجون البحرينيّة، الذين يعانون من انتهاك لحقوقهم وحريّاتهم، وبالخصوص مّمن لا زال يعاني من الإهمال الطبيّ ونقص الرعاية بسبب معاناة الأمراض أو الجروح الناتجة عن التعامل العنيف لقوّات وزارة الداخليّة أو بسبب وجبات التعذيب بمقرّ التحقيقات الجنائيّ». وأضاف رضي: «تستهدف الحملة تحريك هذا الملفّ الإنسانيّ إعلامياً بهدف تشجيع عوائل المعتقلين وأصدقاءهم لإبراز معاناة ذويهم وأولادهم ولكشف شهاداتهم ومعاناتهم وإعلاء أصواتهم للمنظّمات الحقوقيّة والدوليّة لوقف هذه الانتهاكات المتواصلة الرهيبة التي تستنزف كرامة الإنسان وحقوق المعتقلين في السجون ».
 
وفيما إذا كان ثمّة جهات تدعم الحملة، علّق «رضي» بالقول: «العديد من نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين والسياسيين والمغردين بالإضافة لعوائل المعتقلين والمتعاطفين معهم، يدعمون هذه الحملة الإنسانيّة».
 
وسألناه عمّا إذا هناك ثمّة تفاصيل ستُطرح في هذا الملف، فصرّح: «سيتم طرح ملف مصوّر ببعض الحالات الصعبة من المعتقلين المرضى والجرحى ممّن لا زالوا يعانون في السجون وسيتم تداول هذا الملف بمواقع التواصل الإلكتروني».
 
وعن توقّعه بمدى تفاعل المغرّدين، قال: «نعم أعتقد بأنّ المغرّدين هم من أولى الفئات المتفاعله مع القضايا الإنسانيّة، وتحتل الفعّالياّت المتعلّقة بثورة البحرين مساحة كبيرة لدى المغرّدين باختلاف مرجعياتهم الفكريّة والسياسيّة، وملف المعتقلين هو محل إجماع لدى كلّ القوى السياسيّة والثوريّة ولا ينبغي أن يغيب من المشهد الإعلاميّ لخطورته وأهميّته».
 
مضيفاً: «بالإمكان التفكير بحملات إعلاميّة وإلكترونيّة إلى جانب التواصل مع المنظّمات الحقوقيّة والطبيّة والدوليّة.. وهي خطوات مثاليّة لا تمنعنا من تفعيل كلّ طرق المقاومة المدنيّة الشعبيّة؛ لتخليص أخواننا المعتقلين من السجون وضمانة البراءة لهم بحكم كونهم معتقلي رأي مؤمنين بالثورة وحقّ تقرير المصير والعدالة» - على حدّ تعبيره.
 
أطبّاء ومحامون ومغرّدون أبدوا تعاطفاً مع الحملة الإنسانيّة، أبرزهم استشاري جراحة الدماغ والأعصاب الدكتور طه الدرازيّ، الذي أكّد لـ«منامة بوست» على ضرورة الحملة، قائلاً: «الحملة ذات مدلول إعلامي يسلّط الضوء على شريحة من السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة. وستترك المبادرة أثراً معنوياً على السجناء يمكّنهم من مواجهة الظروف التي يعانون منها، وستوضّح للرأي العام مدى معاناة المرضى من السجناء». مشدّداً على أنّها «ضروريّة وملحّة».
 
وفي نصيحته للمغرّدين، قال الدرازيّ: « أنصح المغرّدين بعدم المبالغة في طرح القضيّة، وعدم الدخول في تفاصيل الأمراض التي يعاني منها السجناء؛ لأنّهم في النهاية مرضى وهذه أسرارهم وربّما لا يرغبون في الإباحة بها، كما أنصح بالتركيز على حقوق السجناء والمرضى منهم بشكل خاص. وإذا كانت هناك تقارير طبيّة تثبت أنّ السجين مريض ونوع العلاج الذي يستخدمه فستكون للتغريدة مصداقيّة أكبر».
 
وقد نشرت في وقت سابق تقارير تحكي عن معاناة المعتقلين، من ضمنهم ما نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانيّة في عددها الصادر في العشرين من مارس/آذار من العام الحالي، والذي تضمّن عشر حالات تعذيب خلّفت أمراضاً أو إصابات مزمنة، نوردها كالتالي :
 
1. المعتقل محمّد ملّا حسن سهوان «محكوم 10 سنوات» ومتّهم بقضيّة خليّة قطر، وهو مصاب منذ عامين ونصف بـ80 شظيّة شوزن بمنطقة الرأس والرقبة، ولم يجرِ علاجه رغم الوعود، وهو بحاجة لعنايّة طبيّة مستعجلة وحياته في خطر.
 
2. المعتقل حسن علي مهدي رمضان «24 سنة- سترة» معتقل بتاريخ 6/3/2012 ومحكوم لـ15 سنة بخمس تهم مع آخرين، وهي الشروع في القتل، وحيازة المولوتوف، والهجوم على دورية أمنيّة، وتجمهر وأعمال شغب. وقد تعرّض لتعذيب وحشيّ وأُجريت له 8 عمليّات جراحيّة برأسه، ويُمنع من الرعاية الطبيّة حتّى الآن.
 
3. المعتقل أيمن عبدالشهيد رمضان «24 سنة- البلاد القديم»، اعتقل بتاريخ 10/6/2012 بتهمة حرق جيب، والشروع بالقتل تحت قانون الإرهاب، وهو مصاب بمرض نادر يؤدّي إلى الوفاة وحياته في خطر داهم، قضى أغلب وقته بمستشفى الطبّ النفسي، وقد اختفى بظروف غامضة عندما كان في مستشفى السلمانيّة تحت حراسة موظفي وزارة الداخليّة.
 
4. المعتقل حسن أحمد الهنّان «33 سنة- سترة» اعتقل بتاريخ 6/3/2012 ومحكوم لـ 15 سنة بخمس تُهم مع آخرين، وهي الشروع في القتل، وحيازة المولوتوف والهجوم على دوريّة أمنيّة، والتجمهر وأعمال شغب، وهو مصاب بالتهاب حادّ في المعدة وحالته متدهورة ويُمنع من تلقّي العلاج بسجن الحوض الجاف.
 
5. المعتقل حبيب أيّوب مهدي حبيب «14 سنة- العكر» معتقل منذ إبريل 2012 ومحكوم 15 سنة بتهمة الضلوع في تفجير وقع في منطقة العكر، أُجريت له عمليّة جراحيّة قبل اعتقاله؛ بسبب معاناته من تمزُّق في رجله بفعل إصابة رياضيّة، وقد تعرّض للضرب على الرجل المصابة ولتعذيب شديد «بالكلى والرأس والأماكن الحسّاسة» وهُدّد بالاغتصاب ومنع من إجراء عمليّة يحتاجها بشدّة.
 
6. المعتقل محمّد يوسف المحاسنيّه «32- الصالحيّة» محكوم بـ 7 سنوات وبقضايا أخرى مستمرّة، تعرّض لتعذيب بدنيّ شديد طوال 3 أيّام، وأُجريت عمليّة بالركبه ويمشي بعكّازه، ومُنع من العلاج.
 
7. المعتقل جاسم صالح علي حسن «29 سنة- سترة» تعرّض لحادث مروريّ وحروق بجسمه، استيقظ من الغيبوبة ليجد نفسه في السجن!!
 
8. المعتقل عدنان خليل المنسيّ «25- الصالحيّة» محكوم بـ7 سنوات في قضيّة مسيرة الأمعاء الخاوية، جرى تعذيبه بدنياً ونفسياً والاعتداء الجنسيّ عليه، مصاب بآلام الظهر ونقص الخميرة والسكريّ، ولا زال يعاني بسبب منع علاجه وظروف السجن السيئة، ورغم صدور قرار من القاضي بعلاجه إلّا أنّ الأمر لم يُنفّذ للآن.
 
9. المعتقل عبدالله عيسى سرحان «23 سنة - سترة» معتقل منذ مايو 2012 ومحكوم لخمس سنوات بتهمة الشروع بقتل شرطي، وهو يعاني من 4 كسور في ساقه اليسرى «منطقه الحوض»، وآلام في المعدة والركبة، وحامل لمرض السكلر ويحتاج لعناية صحيّة وغذائيّة خاصّة. وقد رُفض علاجه وصحّته تتدهور يوماً بعد يوم بسبب ظروف التعذيب ومعاناة السجن.
 
10. الشيخ علي المُسترشد «32 سنة- المنامة»، محكوم بـ 15 سنة في قضيّة خليّة قطر، وتعرّض لتعذيب بدنيّ ونفسيّ لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجّهة له، وأُصيب بأزمة قلبيّة وأعراض أخرى.
 
* صحيفة منامة بوست الإلكترونية:
12 يونيو/حزيران 2014
 

ليست هناك تعليقات: