10‏/05‏/2014

ممثل الوفاء البحرينية لـ’العهد’: ندعو لإسقاط النظام(1/2)

ممثل الوفاء البحرينية لـ’العهد’: ندعو لإسقاط النظام(1/2)

السيد مرتضى السندي لـ’العهد’: تم استهدافنا سياسياً وأمنياً ورموزنا ما زالوا في السجون (1/2)
المنامة ـ احمد رضي

العديد من الحركات الدينية والسياسية برزت بعد ثورة 14 فبراير في البحرين، وإن كانت تملك مساحة واسعة في العمل الاجتماعي والنضال الحقوقي، ويسجل لها حضور ضمن تاريخ الحركة الإسلامية في البحرين ومنها (تيار الوفاء الإسلامي) وهو تيار ديني واجتماعي له رؤى سياسية جماهيرية، تأسس عام 2009 ويقوده الأمين العام والناشط السياسي المعارض عبد الوهاب حسين، وأثارت مواقف التيار السياسية العديد من ردود الأفعال بسبب خروجه عن الخطاب الرسمي وتبنّيه لمطالب الشعب ودعمه للثورة ورفضه المشاركة في البرلمان أو الانفتاح على القوى الغربية الداعمة للنظام الحاكم. كما تعرض أغلب المنتمين للتيار للسجن والملاحقة الأمنية واضطرت بعض كوادره للخروج من الوطن.

وبحكم الأجواء الأمنية في البحرين اضطر رموز تيار الوفاء وغيره إلى اللجوء للعمل السري أو خيار المنفى القسري، فيما يعاني أمينه العام عبدالوهاب حسين (المحكوم بالمؤبد في قضية التحالف من أجل الجمهورية) من خطر الإصابة بالعمى في حال استمرار إدارة سجن جو المركزي السيئ الصيت في إهمال علاجه وتقديم الرعاية الصحية اللازمة في أسرع وقت.

وأجرى موقع "العهد الإخباري"، مقابلة مع السيد مرتضى السندي، عضو الهيئة المركزية في تيار الوفاء الاسلامي والممثل للحركة في الخارج، وهو رجل دين تلقى علومه الحوزوية في قم المقدسة، وتعرض للاعتقال عدة مرات اخرها بعد دخول الجيش السعودي المحتل للبحرين، واضطر لاحقاً للخروج من البحرين لمواصلة نشاطه السياسي وخدمة الثورة البحرينية.

السيد مرتضى السندي

وتحدث السندي عن بداية تأسيس تيار الوفاء الإسلامي في البحرين والعقبات والتحديات الأمنية التي واجهته، وكشف الدور الكبير الذي لعبه الناشط السياسي وأمينه العام عبدالوهاب حسين في صياغة فكر وأهداف التيار واعتقاله أكثر من مرة، ولفت إلى أن التيار يدعو لإسقاط النظام بإرادة شعبية ولا يؤمن بإصلاحه وفق وصية مؤسس التيار، وأن علاقتهم ببقية المرجعيات السياسية قائمة على الاحترام المتبادل ودون فرض أية رؤى على أي تيار سياسي.

كما أكد السندي تعاون التيار مع القوى الثورية المؤمنة بإسقاط النظام وانقطاع الصلة بالجمعيات السياسية لعدم وجود تنسيق أو تواصل بسبب الاختلاف في المنهج والسقف السياسي، وذكر السندي بأن حركة الشارع حققت أمورا كثيرة أهمها إسقاط هيبة النظام وتقوية صفوف المعارضة رغم الهاجس الأمني.

وفي ما يلي نص المقابلة:


1. مِمَ يتألف تيار الوفاء الإسلامي وما هي أهدافه؟

تأسس تيار الوفاء الإسلامي في ظروف صعبة وقاسية أمنياً، وذلك في فترة اعتقال الاستاذ حسن المشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد وبعض النشطاء، وفكرة تأسيس التيار كانت تختلج في صدور بعض العلماء والنشطاء والسياسيين، وكانت هناك لقاءات بين بعض قيادات تيار الوفاء الحاليين لتقريب وجهات النظر وإنضاج الفكرة بشأن ضرورة وجود تيار إسلامي ممانع يرتكز بهويته على الفكر الاسلامي الأصيل، ويتخذ من مدرسة الإمام الخميني (قدس) منهجاً، ويعمل في اتجاهين:
الاتجاه الاول: التأصيل الديني والثقافي. والثاني: التأصيل للمواقف السياسية الممانعة التي تتحدى ضغوط النظام وتمانع إرادة السلطة الظالمة. فتيار الوفاء الإسلامي يجمع بين التأصيل الديني وبين المواقف السياسية الممانعة ويفتخر بانتمائه لمدرسة أهل البيت عليهم السلام.

لقد كانت مرحلة التأسيس مرحلة صعبة جدا وذلك لمواجهتها عدة تحديات:
الأول: التحدي الامني، وذلك لأن السلطة السياسية في البحرين لن تقبل بوجود تيار سياسي أيديولوجي ممانع في الساحة،ـ وقد حذر بعض الكتّاب والصحفيين من تنامي وجود تيار الوفاء باعتبار أن المنظّر والمؤسس للتيار هو الاستاذ عبد الوهاب حسين الذي عرف بمواقفه الصلبة والشجاعة وتأصيله الديني والسياسي للحركة الإسلامية في البحرين. وقد حصل ما كنّا نتوقعه حيث تم استهداف التيار بعد فترة بسيطة من تأسيسه واعتقال نخبة مهمة من قادته ونشطائه في منتصف 2010.
الثاني: وجود بعض التيارات السياسية الموجودة على الساحة والتي كانت تعتقد أن وجود تيار الوفاء يمثل خطراً على شعبيتها وجمهورها، فقد شُنّت على التيار حملة اعلامية شرسة تشوه سمعته وتحرض ضده وتحاول محاصرته. إلا أن التيار قد استطاع بتوفيق الله سبحانه وتعالى ان يمتد ويتسع رغم الحصار والضغوط والتشويه الذي حصل حينها.
الثالث: التقبل الشعبي، فكل كيان جديد لم تتضح معالمه وخطته ونهجه لا يلقى قبولا شعبياً، وهذا ما دفع قيادات التيار للقيام بزيارات للقرى من أجل تبيين وجهة نظر التيار ورؤيته ومنهجه، وللإجابة عن أسئلة وتساؤلات الناس. وقد استطاعوا من خلال هذه الزيارات أن يقنعوا شريحة كبيرة من الجماهير والنخب وأن تتقبل فكرة وجوده في الساحة، دفعت شريحة كبيرة أيضا للالتحاق بلجانه وهيئاته.


2. ما هي الرؤية التي يتبناها رئيس تيار الوفاء المعارض عبد الوهاب حسين لتغيير النظام وشكله المستقبلي؟


الأستاذ عبد الوهاب حسين هو مفكر إسلامي ويتحرك في عمله السياسي منطلقا من ايديولوجية عقائدية، ولطالما ربّى الشباب والجماهير على رؤيته العقائدية التوحيدية، وطرح رؤيته السياسية في دوار اللؤلؤة "ميدان الشهداء" حين أعلن عن موقف التيار بطرحه لمشروعه السياسي "التحالف من أجل الجمهورية" وهو اختيار رئيس الجمهورية "الحاكم" من قبل الشعب بشكل مباشر. لأن من حق الناس أن يحددوا نوع الجمهورية وشكلها من خلال كتابة دستور يكتبه أبناء الشعب عبر ممثليهم.

أما بالنسبة للمنهج الذي يتبناه الأمين العام عبد الوهاب حسين فهو يعتمد أسلوب العمل الجماهيري الشعبي، وقد صرح في عدة مرات بهذا الأمر ومن أهم التصريحات السياسية ما عُرف بالوصية الأساس التي ألقاها في ميدان الشهداء.

تيار الوفاء

3. ما هو موقفكم من الحوار مع النظام؟ وهل تتعاونون مع أطراف داخلية وخارجية معارضة؟


موقف التيار واضح وصريح من العملية السياسية القائمة فالتيار يدعو لإسقاط هذا النظام المتجبر، وعليه فإن التيار يعتبر نفسه غير معنيّ بأي دعوة حوار، وهو لن يدخل أيّ حوار مع هذا النظام وسيواصل نضاله حتى إسقاط النظام ان شاء الله – وهذه وصية الاستاذ عبد الوهاب حسين للتيار- فنحن مستمرون على نهجه بإذن الله وماضون وفق وصيته التي أوصانا بها.
من جانب آخر لدينا لقاءات مع بعض قوى المعارضة في العالم الاسلامي من ذوي التجارب والخبرات، ونحاول أن ندرس بعض التجارب القريبة من تجربتنا ونسعى للاستفادة من هذه التجارب في ثورتنا المجيدة. فالتجربة العراقية والايرانية واليمنية والمصرية تجارب تحتاج الى دراسة معمقة للاستفادة من الجوانب الايجابية فيها وتجنب جوانب الضعف والسلبية فيها لكي لا نقع في المشاكل التي عانى ويعاني منها شعوب هذه الثورات.
أما بالنسبة لموقفنا من الأطياف السياسية الأخرى فنحن نبني علاقاتنا مع الآخرين وفق مبدأ الاحترام المتبادل، ففي الوقت الذي لا نفرض رؤيتنا على أيّ جهة أو طيف سياسي فإننا لا نقبل أن يتم فرض رؤى سياسية من أطيافٍ أخرى علينا، لذا نحن نحترم قناعات الجميع ونعمل بتكليفنا أمام الله سبحانه وتعالى ونبذل قصارى جهدنا لتنفيذ رؤيتنا السياسية والدينية.

4. هل لديكم تعاون مع بقية الجمعيات السياسية أو القوى الثورية؟


نعم يوجد تعاون بيننا كقوى ثورية تؤمن بإسقاط النظام وبيننا لقاءات تنسيق للعمل وبدأنا في ذكرى انطلاق الثورة ببرنامج مشترك وإن شاء الله ستتسع دائرة التعاون والعمل، وسوف نسجل مواقف سياسية بشكل مشترك في الأيام القادمة ان شاء الله. كما قمنا بكتابة عهد الشهداء الذي وقعت عليه خمس قوى ثورية سابقاً وهو عبارة عن وثيقة سياسية تمثل الرؤية السياسية لهذه القوى.
أما بالنسبة للجمعيات السياسية الرسمية فلحد الآن لا يوجد بيننا أيّ تنسيق أو تواصل وذلك يعود الى الاختلاف في المنهج والسقف السياسي. رغم أننا قد سعينا فيما سبق الى أن ننسق بعض الملفات المشتركة إلا أننا لم نلقَ أيّ تجاوب، وأعتقد ان ذلك يعود لأسباب أمنية.

5. ماذا حققت الحركة على أرض الواقع طوال هذه السنوات؟ وهل الهاجس الأمني يبقى هو العائق لكم دوماً في فعالياتكم؟

حركة الشارع حققت الكثير من الأمور على أرض الواقع من أهمها.. هو سقوط هيبة العصابة الحاكمة في البحرين. بحيث أصبح النظام في البحرين فاقداً للشرعية الجماهيرية، وذلك بسبب حركة الشارع اليومية منذ انطلاقة الثورة إلى يومنا هذا. كما ساهمت الجماهير في تقوية مواقف المعارضة الرسمية المتمثلة في الجمعيات السياسية وأصبح حراك الشارع رقما صعبا لا يمكن تجاوزه من قبل أي جهة تعمل في البحرين، فهو يقوم بدور الرقابة والترشيد في بعض المحطات. وقد رسخت الجماهير شعارات ومبادئ مهمة في الثورة وأفشلت عدة محاولات للنظام للالتفاف عليها.
نعم الهاجس الأمني أضعف الحراك من خلال اعتقاله لخيرة الشباب الحركي، والذين ينتمون في غالبيتهم لائتلاف شباب الرابع عشر من فبراير وتيار الوفاء الاسلامي، ويظل الهاجس الأمني يبطئ الحراك ويضيق الخناق عليه ولكنه لا يستطيع أن يلغي حركة الجماهير أبداً.

 * صحيفة العهد اللبنانية:  http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=95931&cid=78
  

 

ليست هناك تعليقات: