11‏/09‏/2013

رسالة إلى من يهمه الأمر

نص الكلمة التي ألقيتها بالخيمة العاشورائية بقرية المعامير- الخميس 28/11/2013
رسالة إلى من يهمه الأمر

في ظل تصاعد أعمال العنف الرسمي قامت قوات النظام التابعة لوزارة الداخلية بالإعتداء على النساء بشكل سافر يعبر عن تجاوزهم لكل القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية وهي ليست المرة الأولى بالطبع فقد سبقها العديد من حالات الاعتداء على الأطفال والشباب والنساء وإنتهاك الأعراض واقتحام المنازل بدون ...أوامر قضائية ووصل الأمر لحالات اغتصاب واعتداء مشين موثق لدى المنظمات الحقوقية.

وقامت السلطة الخليفية أيضا بإعتقال مكي والد الشهيد محمود أبو تاكي واعتقال الناشط الحقوقي حسين برويز الأمين العام للمنظمة الأوربية البحرينية لحقوق الإنسان بعد قيامه بتقديم شكوى ضد حملات تشهير وهجوم يستهدف نشطاء حقوق الإنسان، وبالتالي أنضم الأبن لقائمة المعتقلين ليكون شاهدا على سقوط القضاء وانتهاك القانون.. علماً بأن أبيه برويز لا زال يقضي حكماً لمدة 15 عاما إلى جانب الرموز السياسية المناضلة.

مسلسل الاعتقالات واقتحام المنازل ليلاً لم يتوقف، والغازات السامة لا زالت تخنق القرى والأحياء الغاضبة.. إلى متى يستمر هذا العبث بالكرامة الإنسانية ؟! ولماذا تتكرر الانتفاضات الشعبية ولم تتحقق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب وقدم تضحيات كبيرة ؟! أين يكمن الخلل في المعارضة بعد تشخصينا لمسببات الأزمة وضياع الوطن بسبب الفساد والقمع وغياب العدالة والقانون النزيه.

لقد سبق أن أعلنت بأنه لو تخلى كل مواطن عن عصبيته وحزبيته وأنانيته لتوحدنا وتغلبنا على عدونا المشترك، والخلافات ليست بالضرورة عامل ضعف بل تبصرنا بنقاط القوة ايضا.. ومن المهم ان لا نحيد عن محاربة العدو حقوقيا وسياسيا وميدانيا بالطرق المشروعة. وفي الحكومات الرشيدة يحق لكل فرد انتقاد رأس الدولة ونظامها وأحزابها وشيوخها وأفرادها ما دام ملتزما بأدب الحوار بدون تقديس أو تسخيف للجمهور.

أتساءل.. كيف يتم فتح باب الحوار أو طرح مشروع سياسي آخر بموازاة مشاريع التسوية والمهادنة مع النظام في حين يتم تغييب رموز المعارضة مع انعدام الأمن وتواصل القمع والتعذيب؟ فلو قدر الله الأمن والآمان لرموز المعارضة المعتقلين بأن يتواصلوا مع الرأي العام المحلي والعالمي لتبين لنا مشروعهم السياسي وأصروا بأن المرجعية للشعب.

وقناعتي الشخصية بأن كلاً الطرفين السياسي والثوري مكملان لبعض، ولكن الخيار الثوري بقواعده قد يحسم حالة اللاحسم ويصنع مستقبل الوطن بإرادة الشعب. ولذلك لا يمكن الوصول لتسوية سياسية مع النظام اعتمادا على شعبية حزب سياسي بل لا بد من التوافق مع جميع التيارات والأحزاب وحتى قوى الثورة 14 فبراير، ولتكن أحكامنا بعيدة عن العاطفة والأخوة المخلصين بالأحزاب السياسية لا بد ان يتقبلوا النقد برحابة صدر ويعترفوا بوجود أخطاء كأي فصيل سياسي شعبي.

نحن في مرحلة حاسمة.. نحن في معركة وجود وفرقاء العمل السياسي والنضالي مطالبين بتصحيح أخطاءهم وتقبل انتقادات الجمهور واحترام تضحياته وعدم إدانة أفعاله مراضاة للسلطة.. أنظروا لتجربة حزب الله كيف وصل للتوافق مع حركة أمل والمسيحيين وغيرهم بعد معارك سلاح ودم وتوحد ضد عدواً واحد.. ونحن كشعب لا نحتاج أن نعيد التجارب بل أن نتعلم منها، وحركة المعارضة البحرينية وخصوصاً التيار الإسلامي قدم تضحيات كبيرة رغم أخطاءه التاريخية وانشغاله بصراعات حزبية مقيتة ونقص خبرة القيادات الدينية، وإنصافاً للتاريخ ومراعاة لتضحيات الشعب البحراني علينا أن نؤمن بإرادة الشعب وأنه لا يمكن مصالحة نظام أرتكب كل هذه الجرائم من قتل واعتقال وتعذيب واغتصاب.

من العيب أن نوصم في خطابنا السياسي هؤلاء الشباب الثائرين على الظلم والمضحيّ لهذا الوطن ليكون أكثر عدالة وآمان بأنه إرهابي أو متشدد، ومن العيب لبعض الرموز السياسية أن تربط واقعنا السياسي بمعادلات خارجية أو مصالح أجنبية ورضا دول الجوار كالسعودية وآيران.. كونوا أخلاقيين في خلافاتكم ولا تدفعوا الشباب لفتح جبهة صراع بسبب خطابكم وأداءكم السياسي الهزيل.. ومحاولات شراء الأصوات وتكميم الأفواه بالترهيب والمال والجاه لا تجدي نفعاً لكم.. مصيرنا يصنعه هؤلاء الشباب بدماءهم وأرواحهم ولا تصنعه خطب الجمعة أو مساومات مذلة مع أمريكا أو قوات الاحتلال السعودي.. ومستقبلنا يصنعه هؤلاء الشهداء وعوائلهم الكريمة وتصنعه آلام المعتقلين المظلومين الصابرين في هذه السجون الرهيبة ليوم القصاص والعدالة وهو قريب.. والنصر موعود بإيمانكم وصبركم وثباتكم حتى تحقيق المطالب الشعبية.

ليست هناك تعليقات: