10 ديسمبر 2001
يمر المجتمع البحراني في ظل زوبعة الميثاق الوطني بظروف سياسية واجتماعية استثنائية، تركت آثارها العميقة بوضوح على الجيل الحاضر وبالخصوص فئة الشباب. وهو ما ينبغي الالتفات إليه على صعيد الحركة الإسلامية وخطابها المستند لهوية الشعب وثقافته الأصيلة، وصولاً إلى معرفة أسباب تفاقم الظواهر الأخلاقية، وتشخيص نتائجها المتوقعة على مسيرة المجتمع البحريني مستقبلاً.
فقد عُرف عن شعب البحرين تدينه العميق وإلتزام أغلبية سكانه البحارنة بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ولطالما وقف مدافعاً وقت الأزمات الصعبة عن هويته الإسلامية وروحه الأخلاقية السامية فوق نوازع التعصب السياسي أو التطرف الديني. فكانت المآتم الحسينية والمساجد بمثابة المدارس الإسلامية التي ساهمت في يقظة الشعور الإسلامي، وتأصيل الثقافة الإسلامية، وزرع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية العالية.
وها نحن نشهد مؤخراً ردة أخلاقية عنيفة في أوساط المجتمع، بحيث عادت تهدد المشروع الإسلامي وتضعف مراكز بقاءه في ساحة الصراع الميداني. ولن نستغرب إذا تحولت مناطق الصراع الاجتماعي والسياسي (كالسنابس، الديه، الدراز، بني جمرة وغيرها) إلى ساحات تجول فيها عصابات المافيا المخدرات والجنس والحرام!! ولعل بعض آبائنا يتذكرون تلك الحادثة التاريخية القديمة حينما انتفض أهالي قرية السنابس الغيورين في ثورة اجتماعية عارمة، قلعت وجود العصابات المنحرفة وتجار الجنس والمخدرات، وكانت وقفة مشهودة في مجتمعنا المحافظ حينذاك.
فلو أجرينا استقصاء عام أو مسح بياني لمعرفة مشاكل المجتمع البحريني، وعوامل الفساد والانحراف الأخلاقي على مدى السنين القادمة، لأمكن أن نقول -دون مبالغة- أن البحرين مقبلة على مرحلة جديدة وخطيرة إذا لم يلتفت لها العلماء والمفكرين والأطباء.. فسوف تشهد ردة أخلاقية عنيفة تصيب مجتمعنا وديننا بهزة عنيفة، عبر سياسة الإفساد والسياحة والانفتاح على مظاهر الحضارة المادية، ومن الصعب علاجها بعد ذلك إذا تفاقمت كظاهرة اجتماعية لها أسبابها السياسية والاقتصادية. ولطالما بينت في مناسبات عامة مؤخراً بأن صور الانحراف في مجتمعنا تتركز حول ثلاثة محاور رئيسية وهي: (الانحراف الأخلاقي التربوي، والانحراف السياسي، والانحراف الديني العقائدي)، ولكل منها صوره ونتائجه.
وما نراه أن شبابنا ما زال محاصر بمشاكله الاجتماعية والنفسية والفكرية، وتتافقم الأزمات السياسية لديه في ظل حالة القلق والتوجس. إلى جانب العلاقات الاجتماعية التي تتأرجح في ظل صراع المرجعيات الدينية، ووجود الاختلاف القطعي بين رموز الحركة الإسلامية. وقد تصاعدت في الفترة الأخيرة موجات القلق والشك لدى بعض الأقطاب الدينية نحو صيغة المشروع السياسي التي يتعارض مع مبادئ الدستور وأسس الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يهدد بنكسات سياسية واجتماعية، ورد فعل شعبي عنيف اتجاه التيارات الأخرى.
ومما يؤسف له أن تكون أولويات الخطاب السياسي للرموز الإسلامية -في وقتنا الحاضر- هي أولويات سياسية، فغفلوا -جهلاً أم عمداً- القضايا الاجتماعية والروحية والتربوية الهامة، والتي تسهم في بناء القواعد الاجتماعية الرصينة، وتحصين النفس الإنسانية بالأخلاق والمثل العليا أمام مغريات الدنيا وشهواتها العابرة. ويبرز هذا الخطاب بوضوح في أدبيات الخطاب السياسي للحركة الإسلامية في البحرين. فالحركة الإسلامية اليوم بحاجة لمراجعة أولوياتها على صعيد الواقع المعاصر، وممارسة عملية النقد الذاتي لمواقفها وأساليبها في تعاطي قضايا الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وعدم المجازفة بقبول اللعبة السياسية دون ضمانات مؤكدة، والأهم من ذلك هو محاولة الوصول لرؤية واضحة لمنطق الصراع والمعارضة القانونية في إطار المرحلة السياسية الجديدة.
ولذلك أقول أن مجتمعنا بحاجة لردة فعل عنيفة على مستوى وعيه السياسي وهويته الإسلامية، حتى يدرك قبل فوات الآوان مكانه المطلوب على ساحة الصراع التاريخي، وينتفض بوعي لحماية هويته وأخلاقه. ولذلك كان من واجبنا -بعد مشاورة أهل الخبرة والعلم- أن نطرح أسئلتنا بقوة.. ونثير الوعي الإنساني.. بحثاً عن جواب عن معنى ما حدث وما سيحدث مستقبلاً، ومن يتحمل نتائجه الخطيرة على صعيد الواقع السياسي والاجتماعي.
أذن.. لماذا لا نبدأ من هذه اللحظة بوضع برنامج تربوي وأخلاقي شامل بالتعاون مع المؤسسات الدينية والأهلية لمعالجة المشاكل الاجتماعية والظواهر الأخلاقية السلبية، والعمل على توعية الشباب بتاريخهم وحضارتهم ومستقبلهم، ومحاولة تأصيل الهوية الإسلامية وفق برامج عمل وطرق مستحدثة. وهذا الواجب الإنساني هو مهمة كل إنسان مسؤول، ولا بد أيضاً من إشراك العلماء الواعين والمفكرين وأصحاب الشأن التربوي. ونحن نبارك الجهود المخلصة لكل الشباب العامل بصمت من أجل الحفاظ على هوية المجتمع وأخلاقه الإسلامية، ونمد أيدينا لكل إنسان يود التعاون معنا لتكون الجهود جماعية ومنسقة.
هذه مجرد خطوط أولية عامة قد تتضح رؤيتنا لها في المستقبل القريب بعد تكامل المشروع الإسلامي، ونهوض الحركة الإسلامية في البحرين بمهامها ومسؤولياتها. وكليّ ثقة وأمل بالشباب المؤمن، وصدق تعالى حين قال: (أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فقد عُرف عن شعب البحرين تدينه العميق وإلتزام أغلبية سكانه البحارنة بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ولطالما وقف مدافعاً وقت الأزمات الصعبة عن هويته الإسلامية وروحه الأخلاقية السامية فوق نوازع التعصب السياسي أو التطرف الديني. فكانت المآتم الحسينية والمساجد بمثابة المدارس الإسلامية التي ساهمت في يقظة الشعور الإسلامي، وتأصيل الثقافة الإسلامية، وزرع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية العالية.
وها نحن نشهد مؤخراً ردة أخلاقية عنيفة في أوساط المجتمع، بحيث عادت تهدد المشروع الإسلامي وتضعف مراكز بقاءه في ساحة الصراع الميداني. ولن نستغرب إذا تحولت مناطق الصراع الاجتماعي والسياسي (كالسنابس، الديه، الدراز، بني جمرة وغيرها) إلى ساحات تجول فيها عصابات المافيا المخدرات والجنس والحرام!! ولعل بعض آبائنا يتذكرون تلك الحادثة التاريخية القديمة حينما انتفض أهالي قرية السنابس الغيورين في ثورة اجتماعية عارمة، قلعت وجود العصابات المنحرفة وتجار الجنس والمخدرات، وكانت وقفة مشهودة في مجتمعنا المحافظ حينذاك.
فلو أجرينا استقصاء عام أو مسح بياني لمعرفة مشاكل المجتمع البحريني، وعوامل الفساد والانحراف الأخلاقي على مدى السنين القادمة، لأمكن أن نقول -دون مبالغة- أن البحرين مقبلة على مرحلة جديدة وخطيرة إذا لم يلتفت لها العلماء والمفكرين والأطباء.. فسوف تشهد ردة أخلاقية عنيفة تصيب مجتمعنا وديننا بهزة عنيفة، عبر سياسة الإفساد والسياحة والانفتاح على مظاهر الحضارة المادية، ومن الصعب علاجها بعد ذلك إذا تفاقمت كظاهرة اجتماعية لها أسبابها السياسية والاقتصادية. ولطالما بينت في مناسبات عامة مؤخراً بأن صور الانحراف في مجتمعنا تتركز حول ثلاثة محاور رئيسية وهي: (الانحراف الأخلاقي التربوي، والانحراف السياسي، والانحراف الديني العقائدي)، ولكل منها صوره ونتائجه.
وما نراه أن شبابنا ما زال محاصر بمشاكله الاجتماعية والنفسية والفكرية، وتتافقم الأزمات السياسية لديه في ظل حالة القلق والتوجس. إلى جانب العلاقات الاجتماعية التي تتأرجح في ظل صراع المرجعيات الدينية، ووجود الاختلاف القطعي بين رموز الحركة الإسلامية. وقد تصاعدت في الفترة الأخيرة موجات القلق والشك لدى بعض الأقطاب الدينية نحو صيغة المشروع السياسي التي يتعارض مع مبادئ الدستور وأسس الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يهدد بنكسات سياسية واجتماعية، ورد فعل شعبي عنيف اتجاه التيارات الأخرى.
ومما يؤسف له أن تكون أولويات الخطاب السياسي للرموز الإسلامية -في وقتنا الحاضر- هي أولويات سياسية، فغفلوا -جهلاً أم عمداً- القضايا الاجتماعية والروحية والتربوية الهامة، والتي تسهم في بناء القواعد الاجتماعية الرصينة، وتحصين النفس الإنسانية بالأخلاق والمثل العليا أمام مغريات الدنيا وشهواتها العابرة. ويبرز هذا الخطاب بوضوح في أدبيات الخطاب السياسي للحركة الإسلامية في البحرين. فالحركة الإسلامية اليوم بحاجة لمراجعة أولوياتها على صعيد الواقع المعاصر، وممارسة عملية النقد الذاتي لمواقفها وأساليبها في تعاطي قضايا الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وعدم المجازفة بقبول اللعبة السياسية دون ضمانات مؤكدة، والأهم من ذلك هو محاولة الوصول لرؤية واضحة لمنطق الصراع والمعارضة القانونية في إطار المرحلة السياسية الجديدة.
ولذلك أقول أن مجتمعنا بحاجة لردة فعل عنيفة على مستوى وعيه السياسي وهويته الإسلامية، حتى يدرك قبل فوات الآوان مكانه المطلوب على ساحة الصراع التاريخي، وينتفض بوعي لحماية هويته وأخلاقه. ولذلك كان من واجبنا -بعد مشاورة أهل الخبرة والعلم- أن نطرح أسئلتنا بقوة.. ونثير الوعي الإنساني.. بحثاً عن جواب عن معنى ما حدث وما سيحدث مستقبلاً، ومن يتحمل نتائجه الخطيرة على صعيد الواقع السياسي والاجتماعي.
أذن.. لماذا لا نبدأ من هذه اللحظة بوضع برنامج تربوي وأخلاقي شامل بالتعاون مع المؤسسات الدينية والأهلية لمعالجة المشاكل الاجتماعية والظواهر الأخلاقية السلبية، والعمل على توعية الشباب بتاريخهم وحضارتهم ومستقبلهم، ومحاولة تأصيل الهوية الإسلامية وفق برامج عمل وطرق مستحدثة. وهذا الواجب الإنساني هو مهمة كل إنسان مسؤول، ولا بد أيضاً من إشراك العلماء الواعين والمفكرين وأصحاب الشأن التربوي. ونحن نبارك الجهود المخلصة لكل الشباب العامل بصمت من أجل الحفاظ على هوية المجتمع وأخلاقه الإسلامية، ونمد أيدينا لكل إنسان يود التعاون معنا لتكون الجهود جماعية ومنسقة.
هذه مجرد خطوط أولية عامة قد تتضح رؤيتنا لها في المستقبل القريب بعد تكامل المشروع الإسلامي، ونهوض الحركة الإسلامية في البحرين بمهامها ومسؤولياتها. وكليّ ثقة وأمل بالشباب المؤمن، وصدق تعالى حين قال: (أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق