10‏/10‏/2005

موسم التطبيع مع إسرائيل.. يبدأ من البحرين

10 أكتوبر 2005

بقلم- أحمد رضي (كاتب صحفي):
منتديات البحرين- أكتوبر 2005م.
 
فيما يلي النص الكامل للتقرير الخبري المصور والمنشور مسبقاً (بإيجاز) على هامش الاحتفال الشعبي بمناسبة يوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم) والمقام سنوياً بمنطقة البلاد القديم في مملكة البحرين. ويتناول التقرير أصداء قرار الحكومة البحرينية رفع الحظر الاقتصادي عن الشركات الإسرائيلية وإغلاق مكتب مقاطعة إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات الأمريكية المتحدة، كما يكشف بعض الأسرار حول مظاهر علاقة مملكة البحرين مع الكيان الصهيوني بالرجوع للصحافة العربية المستقلة أو كما تعلنه وسائل الإعلام العبرية !!

لسان الصحافة: ذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة البحرينية المنامة أن البحرين وبعض الدول الخليجية ستنهي مقاطعة طويلة فرضتها الدول العربية على البضائع الإسرائيلية وستبدآن مرحلة التطبيع الدبلوماسي. وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لصحيفة «الوسط» قرار إغلاق مكتب المقاطعة في البحرين. ومن المتوقع أن يصدق الكونغرس الأميركي على اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة خلال الشهور المقبلة.

وقال دبلوماسي غربي كبير في البحرين إن طلب رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية وتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية جاء بشكل مباشر من المفاوضين الأميركيين وبعض جماعات الضغط السياسي الأميركية التي تعاطفت مع إسرائيل خلال محادثات التجارة الحرة. فيما تبرر الخارجية البحرينية القرار بكونه أحد شروط اتفاقية التجارة الحرة مع واشنطن، وتنفي نية المنامة اقامة علاقات مع تل أبيب.

ويأتي هذا القرار البحريني في سياق الاندفاع العربي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الاندفاع الذي بدأ بعد الانسحاب الصهيوني الأخير من قطاع غزة ومغتصبات شمال الضفة الغربية، وكان من بواكير مظاهرِه اللقاء الذي تمَّ في مدينة إسطنبول التركية بين وزيرَي الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري والصهيوني سيلفان شالوم، ثم أعقبته خطواتٌ مماثلةٌ من الإندونيسيين والقطريين.

ردود فعل الشارع البحراني:
ومن جانب آخر فقد تصاعدت ردود فعل الشارع البحراني الذي استنكر بشدة قرار التطبيع، وتفاوتت التصريحات بدءاً من بيانات المؤسسات الدينية كجمعية التوعية الإسلامية والمجلس الإسلامي العلمائي، والجمعيات السياسية والأهلية ممثلة بجمعيات التحالف الرباعي وجمعية مقاومة التطبيع، بالإضافة إلى تصريحات نواب البرلمان وخطب الجمعة السياسية. فيما أعلنت 19 جمعية بحرينية رفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله ومتضمنة إقامة علاقات اقتصادية وتجارية، واكدت كتل نيابية في البرلمان البحريني وجود تحركات جادة لمنع دخول البضائع الصهيونية للأسواق البحرينية على رغم التصريحات الأخيرة الصادرة من وزير الخارجية السابق المشيرة لإمكانية حدوث ذلك.

من جهته، انتقد رئيس "جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني" محمد العرادي قرار البحرين رفع الحظر عن البضائع الاسرائيلية، ودعا الحكومة للتشاور مع المجلس التشريعي ومع مؤسسات المجتمع المدني فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية، خصوصاً وأن قرار مقاطعة اسرائيل كان قد أقر في مؤتمرات القمة العربية.

ومع كل هذه التصريحات لمؤسسات المجتمع المدني وتجاهل الحكومة لردود فعل الشارع أصدرت جمعيات التحالف الرباعي بيانها الذي أعتبر القرار الحكومي إهانة كبيرة لكافة فئات الشعب البحريني وضربة قوية لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع أنواع حروب الابادة الجماعية وبدعم غير محدود من الإدارة الاميركية… وإلى جانب البيانات والتصريحات جاءت أصوات الجمهور أكثر حماساً وعفوية داعية المواطنين والتجار بعدم استيراد البضائع الإسرائيلية والتنبه لأبعاد عملية التطبيع السياسي والاجتماعي.

ما تكشفه الصحف العربية !!
ومن جانب آخر يتضح فقد دلت الحقائق التي تكشفها الصحف العربية والأجنبية وحتى الصحف العبرية أن عملية التطبيع مع إسرائيل هي عملية تجري على وتيرة منظمة مخططٌ لها بدأت أول فصولها العلنية في يناير عام 2000 بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد بدافوس بسويسرا.

الأمر الذي شجبته قوى المعارضة السياسية حينذاك ووصفته بأنه "خيانة"، فيما أكد الشيخ محمد علي المحفوظ الامين العام السابق لـ "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" ان "العمالة للاجنبي واعداء الامة (الاسرائيليون) كانت ولا تزال سمة بارزة في عائلة آل خليفة" الحاكمة في البحرين.

حيث سعى الإسرائيليون للاستفادة من المنتدى بتسريع عملية التطبيع مستفيدين من وجود عدداً كبير من قادة العالم للضغط علي الوفود العربية. حيث تم عقد أول أول لقاء ثنائي رفيع المستوى بين البحرين وإسرائيل، تمثل في لقاء ولي عهد البحرين القائد العام لقوة الدفاع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مع وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل شيمون بيريز.. ويعدّ هذا الاجتماع هو أول اتصال رسمي إسرائيلي-بحريني منذ تعليق المفاوضات المتعددة الأطراف عام 1996 حول التعاون الإقليمي التي تجرى في إطار عملية السلام. علماً بأن شيمون بيريز قد قام بزيارة سابقة إلى كلاٌ من سلطنة عمان وقطر في 1995 برفقة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين.

مصادر دبلوماسية مطلعة ذكرت لـ (صحيفة المنار الفلسطينية) ومركز الإعلام الفلسطيني ان الاتصالات بين البحرين واسرائيل وصلت مرحلة متقدمة وان (المنامة) شهدت عدة لقاءات سرية بين مسؤولين اسرائيليين، كان آخرها لقاء عقد سرا في العاصمة الايطالية بين نجل ملك البحرين واثنين من مستشاري الملك وبين شخصيات اسرائيلية بينها مدير احد الوزارات وعضو في طاقم اتصالات مع دول عربية واسلامية بحضور مسؤول مؤسسة امنية اسرائيلية. وتكشف الصحيفة أن الاتصالات المتقدمة بين البحرين واسرائيل تمت تحت ادعاءات مساعدة الفلسطينيين والمشاركة والمساهمة في اعمار قطاع غزة، وأن هناك زيارة سرية قام بها وزير الخارجية البحريني إلى تل ابيب.

ومن جانب آخر.. نشرت صحيفة (دنيا الوطن الفلسطينية) نص وثيقة سرية تبين بان اسرائيل أجرت343 لقاءا سريا مع دول عربية في الستة أشهر الأخيرة، والمفاجأة المهمة التي فجرتها المذكرة الإسرائيلية تتعلق بالبحرين والتي أكدت المذكرة الإسرائيلية بشأنها أن الاتصالات المنتظمة معها بدأت عام 2001، وأن هدف هذه الاتصالات الرئيسي يتركز في الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.. وأن هناك علاقات مهمة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية. وبحسب المذكرة الإسرائيلية فإن الشيء الأكثر أهمية علي هذا الصعيد هو أن هناك اتفاقا كاملا بين ‘إسرائيل’ والبحرين علي العلاقات الدبلوماسية، وأن اختيار الوقت المناسب الآن أصبح هو المحك: في الإعلان عن هذه العلاقات وأن ذلك قد يكون قريبا.

ما تكشفه الصحف العبرية !!
هذا ما يقوله أشقائنا العرب بحذر، ولكن ماذا عن الأنباء الرسمية التي تكشفها صحافة العدو الصهيوني ؟
الصحف الإسرائيلية مثل "يديعوت أحرونوت" وصحيفة "هآرتس" نشرت معلومات حول الاتصالات بين إسرائيل وبين الدول العربية والاسلامية، وادعت ان كلاً من أندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وليبيا وسلطنة عمان وقطر والبحرين واليمن وتشاد، بدأت اتصالات مع إسرائيل منذ سنوات، وتبادلت زيارات عدة بينها لتفعيل مكاتب لتبادل المصالح.

التطبيع كان حاضرًا أيضًا في صحف العدو الصهيوني بعد إعلان البحرين الاتجاهَ إلى تخفيف الحظر المفروض على الشركات الصهيونية، فقد ورد تقريرٌ في جريدة (هاآرتس) بخصوص رسالة بحرينية نقلها الأمير أحمد بن محمد آل خليفة إلى الممثل التجاري الأمريكي في البحرين تؤكد أن المملكة البحرينية ستَرفع الحظر من الدرجة الأولى المفروض على الكيان الصهيوني؛ مما يعني رفع الحظر عن الشركات الصهيونية، في مخالفةٍ لقرار جامعة الدول العربية، الذي أعلنته في الستينيات بحظر التعامل مع الصهاينة على 3 مستويات: أولها مع الشركات الصهيونية، والثاني مع الشركات التي لها أعمال في الكيان الصهيوني، وثالثها مع الشركات التي تتعامل مع شركات صهيونية.

معارك إسرئيل القادمة بأموال خليجية !!
لذلك لم يكن مفاجأة لأحد أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "تشرف بلقاء أكثر من عشرة من زملائه (وزراء الخارجية) من العالم العربي والإسلامي، ويدعو قادة الدول العربية والإسلامية إلى إعلان اتصالاتهم المتزايدة مع إسرائيل "على الملأ". واللافت – وما أكده شالوم – هو التركيز على دول الخليج كهدف اقتصادي إسرائيلي قديم للاستفادة من أسواقها في تعظيم شأن الصناعة الإسرائيلية وضمان عوائد دولارية ضخمة من وراء التعامل مع هذه المنطقة المشهورة بالطابع الاستهلاكي.

حيث تؤكد التقارير بأن حجم ثروات دول الخليج العربية تتفاوت بين تريليون دولار و3 تريليونات دولار، وأن مجموع الثروات العربية في البنوك الخليجية -وفق مسئولين مصرفيين - سيصل إلى 2000 مليار دولار بنهاية عام 2005. ويدرك الإسرائيليون أن الدعم المالي لأي مواجهة أو حرب أو مقاومة لاحتلالهم للمنطقة العربية يأتي بالدرجة الأولي من منطقة الخليج الغنية، وأن البترول العربي لعب دورا في حروب 1973، ويلعب دورا أخطر في الوقت الراهن، مع ارتفاع أسعار النفط، كما يسعون للحصول على احتياجاتهم البترولية ومن الغاز الطبيعي من هذه المنطقة، بل ولم لا يشاركون في مشاريع استخراج النفط الخليجي.

ولعل من غرائب الأمور وعجائبها أن تعلن وزارة الخارجية البحرينية على موقعها بالإنترنت عن أهداف السياسة الخارجية لمملكة البحرين.. ومن بينها: دعم القضايا العادلة للأمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف. ولكن الوزير البحريني يناقض نفسه عندما يصرح بأن "مثل هذا الحديث تطلقه بعض الأوساط كبالون اختبار"، وتقوم حكومته بإغلاق مكتب مقاطعة إسرائيل، وتصدر مؤسسة النقد قراراً بمنع البنك العربي من تحويل المساعدات لفلسطين !!

كلمة الختام: يعيش الشعب البحريني اليوم في مرحلة من أصعب المراحل التاريخية حيث تمت مصادرة حريته وحقوقه الدستورية.. هذا الشعب الذي قدم قربانه للأقصى والقدس (الشهيد محمد جمعة الشاخوري). هذا الشعب الذي عرف عنه مواقفه الشجاعة ودعمه الغير محدود لحركات المقاومة الفلسطينية. أنها دعوة لعدم التنازل عن الثوابت الأصيلة للشعب العربي المسلم، والإيمان حقاً ويقيناً أن الطريق إلى القدس يبدأ من البحرين وليس من تل أبيب.. وإلى الملتقى الموعود قريباً.
 

06‏/10‏/2005

الاختراق الأمريكي للمجتمع البحراني

6 أكتوبر 2005

بقلم- أحمد رضي (كاتب صحفي):

يتناول المقال التالي تجربة شخصية سابقة مررت بها -قبل ثلاث سنوات تقريباً- مع المعهد الأمريكي الوطني الديمقراطي (NDI) الذي يحظى برعاية رسمية ودعم ملكي، وهي تبين الأبعاد الخفيّة لمثل تلك المؤسسات الأجنبية ودورها الكبير في اختراق عقل المواطن البحراني وصياغته بصورة سلبية تخدم السياسة الأمريكية. وليس ببعيد أن يصدر الاعتراف الرسمي لهذه المؤسسة المرفوضة شعبياً، ويباركها الملك علناً.. خصوصاً وهي تستعد لطرح مشاريع وبرامج عمل تمهد كافة فئات المجتمع وأحزابه السياسية للتعاطي مع التجربة النيابية القادمة، هذا بالرغم من تعقيدات المسألة الدستورية واختلاف الآراء والمصالح بين الحكومة والمعارضة والقوى الدينية والسياسية… أقول ذلك لعلنا نستيقظ مبكراً ونتعلم الدرس!!

وقد يستغرب القارئ الكريم ويتساءل حول ماهية الأسباب التي دفعتني لكشف تفاصيل هذه الحادثة بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً من وقوعها!! حيث لم أكشف عن تفاصيل هذه التجربة ألا للمقربين بسبب عدم إطمئناني حينذاك بمسار الأحداث الداخلية المتسارعة في البحرين بعد قبول معظم الرموز الدينية والسياسية لمشروع ميثاق العمل الوطني. حيث كان التيار الشعبي بمختلف طوائفه الدينية والسياسية حينها يعيش تجربة جديدة لم تمحص تمحيصاً دقيقاً يؤهل الأمة لدخول اللعبة السياسية التي رسمتها العقلية الحاكمة، ودون أن تفقد توازنها أو تؤثر على مبادئها الأصيلة وهويتها الإسلامية.
وحينذاك كانت البحرين في بداية انتقالها لمرحلة سياسية جديدة بعد التصديق على ميثاق العمل الوطني، وكنت كبقية الشباب المعارض للمشروع الحكومي الذي نجح في اختراق المعارضة وتفريق كلمتها الموحدة، كما كنت أتفق بالرأي مع أخواني وأخواتي -ضحايا التعذيب والسجون والمنافي- الذين خالفوا منهج الرموز الدينية والسياسية في التعاطي مع مشروع ميثاق العمل الوطني بكل ايجابياته وسلبياته، ودون دراسة وافية وتمحيص قبل دخول المرحلة السياسية الجديدة، وهو الأمر الذي اتضح بعد تداعيات تراجع الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن الوفاء بوعوده التاريخية!! وآزاء ذلك كنت أعبر عن رأيي من موقع حبي لديني ووطني جهراً أو علانية حيناً، ولكن كلمتي ظلت مقيدة بسلطة أمنية أو رمزية.. وهو ما سيتضح للقارئ الكريم بعد قراءة هذه الحادثة بتفاصليها الهامة.
ففي مبادرة غير متوقعة تمت دعوة بعض الشباب البحريني وذلك (مساء يوم الأحد الموافق 14/7/2002م) لحضور حلقة نقاشية نظمتها (مؤسسة إعلامية) وهي مؤسسة بحرينية متخصصة في مجال العلاقات العامة وتنظيم الندوات والمؤتمرات. وتأتي الحلقة النقاشية في إطار سلسلة متواصلة من الحوارات تضم رجالاً ونساءاً، وتقوم تلك المؤسسة البحرينية بتنظيمها بالتعاون مع المعهد الأمريكي الوطني الديمقراطي (NDI) وأحد مراكز البحوث في البحرين، وعلى هامش زيارة وفد أمريكي للبحرين حسبما صرح أحد المنظمين!!
وبالطبع رأيت بنفسي أنها تجربة تستحق المغامرة، وبحدس الصحفي استطعت أن أخرج من التجربة بملاحظات مفيدة تعبر عن مغامرة مثيرة، وجب الالتفات لها لمعرفة أبعادها الخفيّة وأهدافها الحقيقية التي تمس مستقبل البحرين السياسي والاجتماعي. فأبديت استعدادي للحضور بهدف استطلاع التجربة عن قرب، وما جعلني أشكك في أمر الجلسة النقاشية المغلقة هو طبيعة الإجراءات التي تم اتخاذها لترتيب الحوار الشبابي.
ففي بداية الجلسة (التي استمرت قرابة الساعة والنصف) تم توزيع استبانة لمعرفة البيانات الأساسية، وكان من بينها سؤال يتعلق بهوية المواطن الطائفية، وانتماءه السياسي، حيث كانت الأغلبية تمثل التيار الإسلامي الشيعي. واكتشفت من خلالها بأنه قد تم اختيار المشاركين بعناية تامة، وأنهم يمثلون تيارات فكرية وسياسية متعددة من مختلف مناطق البحرين، وبالطبع جرى الحوار في أجواء مغلقة، ومع تسجيل صوتي مباشر، وتسجيل آخر منقول لغرفة خارجية !!
وقد ضمت الحلقة النقاشية أسماء شبابية مثل: (علي عبدالإمام، وائل الخزاعي، ماهر عباس، علي عباس العرادي، حسين علي عبدالله) بالإضافة إلى شخصي المتواضع، وعلمت في وقت لاحق بأن هناك بعض الشخصيات قد تخلفت عن الحضور لأسباب عديدة. وقد أدار الحوار شخص عرف نفسه بأنه كاتب في جريدة الأيام، وهو حالياً يعمل برتبة عسكرية في قوة دفاع البحرين!!
وفي لمحة سريعة خاطفة استطعت أن أدون أغلب الأسئلة التي طرحت، وهي ذات محاور عديدة تتناول مختلف الشؤون العامة والخاصة. وكانت إجابات الشباب سريعة وتلقائية ومباشرة، وتميل للصراحة والجرأة التي تخلو من الحكمة والتأمل الدقيق قبل إعطاء الجواب. وفيما يلي سرد مفصل للأسئلة التي طرحت، وأترك التعليق والاستنتاج للقارئ الكريم في نهاية المطاف.. وقد جاءت الأسئلة كالتالي:
1- كيف تسير الأمور في مملكة البحرين؟
2- ما هو أفضل شيء بالنسبة للوضع الحالي؟
3- ما هي أكثر المحبطات بالنسبة لك؟
4- ما هي المشاكل أو القضايا التي لها أولوية للحكومة؟
5- (شخصيات غير حكومية).. ما هو رأيك (إيجاباً أو سلباً) في الشخصيات التالية: (عادل إمام، إبراهيم العريض، كوفي عنان، عبدالرحمن النعيمي، الشيخ علي سلمان، الشيخ عبدالأمير الجمري، الشيخ عبداللطيف المحمود).
6- (شخصيات حكومية).. ما هو رأيك (إيجاباً أو سلباً) في الشخصيات التالية: (الملك، رئيس الوزراء، ولي العهد).
7- تحدث عن صاحب العظمة.. (الأمور الإيجابية)؟
8- تحدث عن صاحب العظمة.. (الأمور السلبية)؟
9- (الديمقراطية).. ماذا يتبادر لذهنك عند سماع هذه الكلمة؟
10- ما هي تصوراتكم لما ستكون عليه الحكومة والشعب في ظل الديمقراطية؟
11- ما هو دور الفرد المواطن في ظل الديمقراطية؟
12- ما هو ردك على مقولة (أن الديمقراطية الغربية لا تصلح لمجتمعنا العربي والإسلامي)؟
13- (الإسلام والديمقراطية).. هل من الممكن أن تكون هناك دولة إسلامية ديمقراطية؟
14- هل يتوافق الإسلام مع الديمقراطية؟
15- أيهما أكثر أهمية من الآخر الإسلام أم الديمقراطية؟
16- كيف يمكن للإسلام أن يؤثر في تطوير الديمقراطية في البحرين؟
17- هل للشيعة والسنة حريات في البلاد؟
18- هل للشيعة والسنة حقوق متساوية في البلاد؟
19- هل للشيعة والسنة حقوق متساوية في التوظيف؟
20- (عملية الإصلاح السياسي).. ما رأيك في الدستور الذي طرحه الأمير بعد سنة من التصويت على الميثاق الوطني؟
21- ما هي الأشياء التي تشد انتباهك (من حيث الأفضل والأسوء)؟
22- (مجلس الشورى).. ما هو موقفك من مجلس معين يساوي مجلس منتخب؟
23- هل تعتقد أن فكرة المجلسين تساهم في إيجاد توازن ديمقراطي؟
24- (المجموعات الديمقراطية).. ما رأيك في الأفراد والمجموعات المستقلة التي تحاول أن تعمل بمعزل عن الحكومة لأخذ زمام المبادرة؟
25- هل هذا الأمر جيد أم لا؟
26- ما هي الأمثلة على الأفراد والمجموعات المستقلة؟
27- ماذا عن الجمعيات السياسية التي أنشئت في البحرين؟
28- هل يمكن أن تعطينا أسماء بعض الجمعيات السياسية؟
29- ومن هم قيادات هذه الجمعيات؟
30- هل تختلف برامج الجمعيات عن بعضها البعض؟
31- وهل هناك مجموعات مختلفة من الناس تدعم هذه الجمعيات؟
32- ما رأيك في الأحزاب السياسية؟
33- هل الأحزاب السياسية ضرورية في النظام الديمقراطي؟
34- ما هي إيجابيات وسلبيات الأحزاب السياسية؟
35- هل تختلف الجمعيات السياسية عن الأحزاب السياسية؟
36- (الانتخابات البلدية).. هل شاركت فيها، ولماذا؟
37- كيف قررت التصويت للشخص المرشح؟
38- هل تعرفت على بعض المرشحين من قبل؟
39- هل كنت متأكداً ممن تفضل ترشيحه؟
40- هل من المهم أن ينتمي المرشح لإحدى الجمعيات السياسية؟
41- ما هي الأمور التي لم ترتاح لها في عملية الانتخابات البلدية؟
42- بشكل عام هل كانت الانتخابات البلدية عادلة؟
43- ماذا بإمكانك أن تنصح الحكومة بشأن تعديل نظام الانتخابات البلدية؟
44- لماذا لم يتم انتخاب أية امرأة؟
45- لماذا لم تصوت المرأة لبنات جنسها؟
46- لماذا لم يصوت الرجال بنسبة أكبر من النساء؟
47- (الانتخابات البرلمانية).. هل أنت متفائل؟
48- هل لديك هواجس؟ وما هي؟
49- هل تتوقع أن تكون الانتخابات النيابية عادلة؟
50- هل تعتقد بوجوب السماح بمشاركة المواطنين الخليجيين في الانتخابات النيابية؟
51- ما هو برأيك أهم عامل يجب أخذه في الاعتبار للناخب في البرلمان؟
52- ما هي القضايا التي تهم غالبية السكان في الانتخابات البلدية؟
53- ما هي أولويات البرلمان بعد انتخابات شهر أكتوبر؟
54- ما هي المشاكل الملحة التي تواجه البلاد في هذه الفترة الحرجة؟
55- ما هي أهم العقبات التي تمنعنا من حل هذه المشاكل؟
56- (المستقبل).. هل أنت متفائل أم متشائم؟
57- وماذا عن السنوات العشر القادمة؟
58- ما هي توقعاتك لخارطة البحرين بين دول الخليج العربي؟
59- ما هي توقعاتك لخارطة البحرين بين دول العالم؟
60- هل تتوقع أن تشهد البحرين تغيراً سياسياً جذرياً على المدى البعيد؟
وبالطبع خرجت المجموعة الشبابية في نهاية الحوار بملاحظات هامة تعبر عن شكوك حول طبيعة الإجراءات التي تم اتخاذها لترتيب مثل هذا الحوار المغلق، ولذلك وجب الالتفات لهذه التجربة المثيرة لمعرفة أبعادها الخفيّة وأهدافها الحقيقية. والسؤال الأهم يتعلق بماهية الحوار وأهدافه من قبيل.. لماذا تأتي هذه الجلسات الحوارية في وقت حرج يعاني فيه مجتمعنا من ظروف سياسية واجتماعية حساسة جداً؟ وما هو الرابط الذي يجمع بين كل هذه العقول الشابة، ذات التنوع الفكري والسياسي؟! وما هو الدور الحقيقي الذي تقوم به تلك المؤسسة الأمريكية الدخيلة على مجتمعنا؟ وهل تجهل مؤسساتنا الوطنية أهداف وأبعاد وجود مثل هذه المؤسسات الأجنبية؟ وما سر التحالف الاستراتيجي والعلاقة الخفيّة مع النظام الخليفي الحاكم ؟ ولماذا يتم التعتيم إعلامياً على زيارة الوفد الأمريكي للبحرين؟! أو التعتيم على مثل هذه الحوارات والنقاشات ذات الأبعاد الخطيرة على مستقبل الوطن ومصير أبناءه ؟! أسئلة لا زالت تنتظر جواباً.. ولو بعد حين ؟!
وبلا شك فإن مثل هذه المؤسسات الأجنبية لا تخدم بالضرورة قضايا مجتمعنا العربي والإسلامي، ولا تتفق مع عاداتنا وقيمنا الدينية والأخلاقية، وهي بلا شك محل شبهة بسبب ارتباطها الوثيق مع الأنظمة الأجنبية التي تهدف لحفظ مصالحها الاستراتيجية وإطالة بقاءها في قلب المنطقة العربية، ولعل الهدف الغير مباشر يتمثل في محاولة صياغة العقل العربي المسلم بما يتفق مع نمط الحياة الأمريكية الطاغية على حياتنا وتفكيرنا وعاداتنا اليومية… وقد تكون لنا وقفة أخرى لتحليل مسألة الاختراق للعقل العربي من منظور علم الاجتماع والنفس والسياسة مع إعطاء أمثلة ونماذج حيّة لتشخيص المسألة موضوعياًً.
وخلاصة القول.. أن السنوات القادمة ستحمل وراءها الكثير من الأحداث الصعبة والفتن العظيمة، ومن واجبنا كشباب يؤمن برسالة التوحيد ومدرسة الإمامة أن نحافظ على قيمنا الأخلاقية وندافع عن ديننا ووطننا وكرامتنا بكل وسيلة ممكنة. وهي محاولة لإستنهاض العقل وعودة الروح ويقظة الإنسان البحراني على جميع المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية… قبل فوات الآوان وقبل أن يؤذن بالرحيل ويصدح لسان الحق بصوت السماء.


شبكة راصد الإخبارية- 9/10/2005م
http://rasid.net/artc.php?id=8017
 
موقع حركة كفاية المصرية
http://www.kefaya.org/05reports/051010aredi.htm