10 أكتوبر 2005
بقلم- أحمد رضي (كاتب
صحفي):
منتديات البحرين- أكتوبر 2005م.
فيما
يلي النص الكامل للتقرير الخبري المصور والمنشور مسبقاً (بإيجاز) على هامش الاحتفال
الشعبي بمناسبة يوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم) والمقام
سنوياً بمنطقة البلاد القديم في مملكة البحرين. ويتناول التقرير أصداء قرار الحكومة
البحرينية رفع الحظر الاقتصادي عن الشركات الإسرائيلية وإغلاق مكتب مقاطعة إسرائيل
بعد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات الأمريكية المتحدة، كما يكشف
بعض الأسرار حول مظاهر علاقة مملكة البحرين مع الكيان الصهيوني بالرجوع للصحافة
العربية المستقلة أو كما تعلنه وسائل الإعلام العبرية !!
• لسان الصحافة: ذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة البحرينية المنامة أن البحرين وبعض الدول الخليجية ستنهي مقاطعة طويلة فرضتها الدول العربية على البضائع الإسرائيلية وستبدآن مرحلة التطبيع الدبلوماسي. وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لصحيفة «الوسط» قرار إغلاق مكتب المقاطعة في البحرين. ومن المتوقع أن يصدق الكونغرس الأميركي على اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة خلال الشهور المقبلة.
وقال دبلوماسي غربي كبير في البحرين إن طلب رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية وتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية جاء بشكل مباشر من المفاوضين الأميركيين وبعض جماعات الضغط السياسي الأميركية التي تعاطفت مع إسرائيل خلال محادثات التجارة الحرة. فيما تبرر الخارجية البحرينية القرار بكونه أحد شروط اتفاقية التجارة الحرة مع واشنطن، وتنفي نية المنامة اقامة علاقات مع تل أبيب.
ويأتي هذا القرار البحريني في سياق الاندفاع العربي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الاندفاع الذي بدأ بعد الانسحاب الصهيوني الأخير من قطاع غزة ومغتصبات شمال الضفة الغربية، وكان من بواكير مظاهرِه اللقاء الذي تمَّ في مدينة إسطنبول التركية بين وزيرَي الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري والصهيوني سيلفان شالوم، ثم أعقبته خطواتٌ مماثلةٌ من الإندونيسيين والقطريين.
• ردود فعل الشارع البحراني:
ومن جانب آخر فقد تصاعدت ردود فعل الشارع البحراني الذي استنكر بشدة قرار التطبيع، وتفاوتت التصريحات بدءاً من بيانات المؤسسات الدينية كجمعية التوعية الإسلامية والمجلس الإسلامي العلمائي، والجمعيات السياسية والأهلية ممثلة بجمعيات التحالف الرباعي وجمعية مقاومة التطبيع، بالإضافة إلى تصريحات نواب البرلمان وخطب الجمعة السياسية. فيما أعلنت 19 جمعية بحرينية رفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله ومتضمنة إقامة علاقات اقتصادية وتجارية، واكدت كتل نيابية في البرلمان البحريني وجود تحركات جادة لمنع دخول البضائع الصهيونية للأسواق البحرينية على رغم التصريحات الأخيرة الصادرة من وزير الخارجية السابق المشيرة لإمكانية حدوث ذلك.
من جهته، انتقد رئيس "جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني" محمد العرادي قرار البحرين رفع الحظر عن البضائع الاسرائيلية، ودعا الحكومة للتشاور مع المجلس التشريعي ومع مؤسسات المجتمع المدني فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية، خصوصاً وأن قرار مقاطعة اسرائيل كان قد أقر في مؤتمرات القمة العربية.
ومع كل هذه التصريحات لمؤسسات المجتمع المدني وتجاهل الحكومة لردود فعل الشارع أصدرت جمعيات التحالف الرباعي بيانها الذي أعتبر القرار الحكومي إهانة كبيرة لكافة فئات الشعب البحريني وضربة قوية لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع أنواع حروب الابادة الجماعية وبدعم غير محدود من الإدارة الاميركية… وإلى جانب البيانات والتصريحات جاءت أصوات الجمهور أكثر حماساً وعفوية داعية المواطنين والتجار بعدم استيراد البضائع الإسرائيلية والتنبه لأبعاد عملية التطبيع السياسي والاجتماعي.
• ما تكشفه الصحف العربية !!
ومن جانب آخر يتضح فقد دلت الحقائق التي تكشفها الصحف العربية والأجنبية وحتى الصحف العبرية أن عملية التطبيع مع إسرائيل هي عملية تجري على وتيرة منظمة مخططٌ لها بدأت أول فصولها العلنية في يناير عام 2000 بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد بدافوس بسويسرا.
الأمر الذي شجبته قوى المعارضة السياسية حينذاك ووصفته بأنه "خيانة"، فيما أكد الشيخ محمد علي المحفوظ الامين العام السابق لـ "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" ان "العمالة للاجنبي واعداء الامة (الاسرائيليون) كانت ولا تزال سمة بارزة في عائلة آل خليفة" الحاكمة في البحرين.
حيث سعى الإسرائيليون للاستفادة من المنتدى بتسريع عملية التطبيع مستفيدين من وجود عدداً كبير من قادة العالم للضغط علي الوفود العربية. حيث تم عقد أول أول لقاء ثنائي رفيع المستوى بين البحرين وإسرائيل، تمثل في لقاء ولي عهد البحرين القائد العام لقوة الدفاع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مع وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل شيمون بيريز.. ويعدّ هذا الاجتماع هو أول اتصال رسمي إسرائيلي-بحريني منذ تعليق المفاوضات المتعددة الأطراف عام 1996 حول التعاون الإقليمي التي تجرى في إطار عملية السلام. علماً بأن شيمون بيريز قد قام بزيارة سابقة إلى كلاٌ من سلطنة عمان وقطر في 1995 برفقة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين.
مصادر دبلوماسية مطلعة ذكرت لـ (صحيفة المنار الفلسطينية) ومركز الإعلام الفلسطيني ان الاتصالات بين البحرين واسرائيل وصلت مرحلة متقدمة وان (المنامة) شهدت عدة لقاءات سرية بين مسؤولين اسرائيليين، كان آخرها لقاء عقد سرا في العاصمة الايطالية بين نجل ملك البحرين واثنين من مستشاري الملك وبين شخصيات اسرائيلية بينها مدير احد الوزارات وعضو في طاقم اتصالات مع دول عربية واسلامية بحضور مسؤول مؤسسة امنية اسرائيلية. وتكشف الصحيفة أن الاتصالات المتقدمة بين البحرين واسرائيل تمت تحت ادعاءات مساعدة الفلسطينيين والمشاركة والمساهمة في اعمار قطاع غزة، وأن هناك زيارة سرية قام بها وزير الخارجية البحريني إلى تل ابيب.
ومن جانب آخر.. نشرت صحيفة (دنيا الوطن الفلسطينية) نص وثيقة سرية تبين بان اسرائيل أجرت343 لقاءا سريا مع دول عربية في الستة أشهر الأخيرة، والمفاجأة المهمة التي فجرتها المذكرة الإسرائيلية تتعلق بالبحرين والتي أكدت المذكرة الإسرائيلية بشأنها أن الاتصالات المنتظمة معها بدأت عام 2001، وأن هدف هذه الاتصالات الرئيسي يتركز في الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.. وأن هناك علاقات مهمة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية. وبحسب المذكرة الإسرائيلية فإن الشيء الأكثر أهمية علي هذا الصعيد هو أن هناك اتفاقا كاملا بين ‘إسرائيل’ والبحرين علي العلاقات الدبلوماسية، وأن اختيار الوقت المناسب الآن أصبح هو المحك: في الإعلان عن هذه العلاقات وأن ذلك قد يكون قريبا.
• ما تكشفه الصحف العبرية !!
هذا ما يقوله أشقائنا العرب بحذر، ولكن ماذا عن الأنباء الرسمية التي تكشفها صحافة العدو الصهيوني ؟
الصحف الإسرائيلية مثل "يديعوت أحرونوت" وصحيفة "هآرتس" نشرت معلومات حول الاتصالات بين إسرائيل وبين الدول العربية والاسلامية، وادعت ان كلاً من أندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وليبيا وسلطنة عمان وقطر والبحرين واليمن وتشاد، بدأت اتصالات مع إسرائيل منذ سنوات، وتبادلت زيارات عدة بينها لتفعيل مكاتب لتبادل المصالح.
التطبيع كان حاضرًا أيضًا في صحف العدو الصهيوني بعد إعلان البحرين الاتجاهَ إلى تخفيف الحظر المفروض على الشركات الصهيونية، فقد ورد تقريرٌ في جريدة (هاآرتس) بخصوص رسالة بحرينية نقلها الأمير أحمد بن محمد آل خليفة إلى الممثل التجاري الأمريكي في البحرين تؤكد أن المملكة البحرينية ستَرفع الحظر من الدرجة الأولى المفروض على الكيان الصهيوني؛ مما يعني رفع الحظر عن الشركات الصهيونية، في مخالفةٍ لقرار جامعة الدول العربية، الذي أعلنته في الستينيات بحظر التعامل مع الصهاينة على 3 مستويات: أولها مع الشركات الصهيونية، والثاني مع الشركات التي لها أعمال في الكيان الصهيوني، وثالثها مع الشركات التي تتعامل مع شركات صهيونية.
• معارك إسرئيل القادمة بأموال خليجية !!
لذلك لم يكن مفاجأة لأحد أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "تشرف بلقاء أكثر من عشرة من زملائه (وزراء الخارجية) من العالم العربي والإسلامي، ويدعو قادة الدول العربية والإسلامية إلى إعلان اتصالاتهم المتزايدة مع إسرائيل "على الملأ". واللافت – وما أكده شالوم – هو التركيز على دول الخليج كهدف اقتصادي إسرائيلي قديم للاستفادة من أسواقها في تعظيم شأن الصناعة الإسرائيلية وضمان عوائد دولارية ضخمة من وراء التعامل مع هذه المنطقة المشهورة بالطابع الاستهلاكي.
حيث تؤكد التقارير بأن حجم ثروات دول الخليج العربية تتفاوت بين تريليون دولار و3 تريليونات دولار، وأن مجموع الثروات العربية في البنوك الخليجية -وفق مسئولين مصرفيين - سيصل إلى 2000 مليار دولار بنهاية عام 2005. ويدرك الإسرائيليون أن الدعم المالي لأي مواجهة أو حرب أو مقاومة لاحتلالهم للمنطقة العربية يأتي بالدرجة الأولي من منطقة الخليج الغنية، وأن البترول العربي لعب دورا في حروب 1973، ويلعب دورا أخطر في الوقت الراهن، مع ارتفاع أسعار النفط، كما يسعون للحصول على احتياجاتهم البترولية ومن الغاز الطبيعي من هذه المنطقة، بل ولم لا يشاركون في مشاريع استخراج النفط الخليجي.
ولعل من غرائب الأمور وعجائبها أن تعلن وزارة الخارجية البحرينية على موقعها بالإنترنت عن أهداف السياسة الخارجية لمملكة البحرين.. ومن بينها: دعم القضايا العادلة للأمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف. ولكن الوزير البحريني يناقض نفسه عندما يصرح بأن "مثل هذا الحديث تطلقه بعض الأوساط كبالون اختبار"، وتقوم حكومته بإغلاق مكتب مقاطعة إسرائيل، وتصدر مؤسسة النقد قراراً بمنع البنك العربي من تحويل المساعدات لفلسطين !!
• كلمة الختام: يعيش الشعب البحريني اليوم في مرحلة من أصعب المراحل التاريخية حيث تمت مصادرة حريته وحقوقه الدستورية.. هذا الشعب الذي قدم قربانه للأقصى والقدس (الشهيد محمد جمعة الشاخوري). هذا الشعب الذي عرف عنه مواقفه الشجاعة ودعمه الغير محدود لحركات المقاومة الفلسطينية. أنها دعوة لعدم التنازل عن الثوابت الأصيلة للشعب العربي المسلم، والإيمان حقاً ويقيناً أن الطريق إلى القدس يبدأ من البحرين وليس من تل أبيب.. وإلى الملتقى الموعود قريباً.
• لسان الصحافة: ذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة البحرينية المنامة أن البحرين وبعض الدول الخليجية ستنهي مقاطعة طويلة فرضتها الدول العربية على البضائع الإسرائيلية وستبدآن مرحلة التطبيع الدبلوماسي. وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لصحيفة «الوسط» قرار إغلاق مكتب المقاطعة في البحرين. ومن المتوقع أن يصدق الكونغرس الأميركي على اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة خلال الشهور المقبلة.
وقال دبلوماسي غربي كبير في البحرين إن طلب رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية وتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية جاء بشكل مباشر من المفاوضين الأميركيين وبعض جماعات الضغط السياسي الأميركية التي تعاطفت مع إسرائيل خلال محادثات التجارة الحرة. فيما تبرر الخارجية البحرينية القرار بكونه أحد شروط اتفاقية التجارة الحرة مع واشنطن، وتنفي نية المنامة اقامة علاقات مع تل أبيب.
ويأتي هذا القرار البحريني في سياق الاندفاع العربي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الاندفاع الذي بدأ بعد الانسحاب الصهيوني الأخير من قطاع غزة ومغتصبات شمال الضفة الغربية، وكان من بواكير مظاهرِه اللقاء الذي تمَّ في مدينة إسطنبول التركية بين وزيرَي الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري والصهيوني سيلفان شالوم، ثم أعقبته خطواتٌ مماثلةٌ من الإندونيسيين والقطريين.
• ردود فعل الشارع البحراني:
ومن جانب آخر فقد تصاعدت ردود فعل الشارع البحراني الذي استنكر بشدة قرار التطبيع، وتفاوتت التصريحات بدءاً من بيانات المؤسسات الدينية كجمعية التوعية الإسلامية والمجلس الإسلامي العلمائي، والجمعيات السياسية والأهلية ممثلة بجمعيات التحالف الرباعي وجمعية مقاومة التطبيع، بالإضافة إلى تصريحات نواب البرلمان وخطب الجمعة السياسية. فيما أعلنت 19 جمعية بحرينية رفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله ومتضمنة إقامة علاقات اقتصادية وتجارية، واكدت كتل نيابية في البرلمان البحريني وجود تحركات جادة لمنع دخول البضائع الصهيونية للأسواق البحرينية على رغم التصريحات الأخيرة الصادرة من وزير الخارجية السابق المشيرة لإمكانية حدوث ذلك.
من جهته، انتقد رئيس "جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني" محمد العرادي قرار البحرين رفع الحظر عن البضائع الاسرائيلية، ودعا الحكومة للتشاور مع المجلس التشريعي ومع مؤسسات المجتمع المدني فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية، خصوصاً وأن قرار مقاطعة اسرائيل كان قد أقر في مؤتمرات القمة العربية.
ومع كل هذه التصريحات لمؤسسات المجتمع المدني وتجاهل الحكومة لردود فعل الشارع أصدرت جمعيات التحالف الرباعي بيانها الذي أعتبر القرار الحكومي إهانة كبيرة لكافة فئات الشعب البحريني وضربة قوية لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع أنواع حروب الابادة الجماعية وبدعم غير محدود من الإدارة الاميركية… وإلى جانب البيانات والتصريحات جاءت أصوات الجمهور أكثر حماساً وعفوية داعية المواطنين والتجار بعدم استيراد البضائع الإسرائيلية والتنبه لأبعاد عملية التطبيع السياسي والاجتماعي.
• ما تكشفه الصحف العربية !!
ومن جانب آخر يتضح فقد دلت الحقائق التي تكشفها الصحف العربية والأجنبية وحتى الصحف العبرية أن عملية التطبيع مع إسرائيل هي عملية تجري على وتيرة منظمة مخططٌ لها بدأت أول فصولها العلنية في يناير عام 2000 بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد بدافوس بسويسرا.
الأمر الذي شجبته قوى المعارضة السياسية حينذاك ووصفته بأنه "خيانة"، فيما أكد الشيخ محمد علي المحفوظ الامين العام السابق لـ "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" ان "العمالة للاجنبي واعداء الامة (الاسرائيليون) كانت ولا تزال سمة بارزة في عائلة آل خليفة" الحاكمة في البحرين.
حيث سعى الإسرائيليون للاستفادة من المنتدى بتسريع عملية التطبيع مستفيدين من وجود عدداً كبير من قادة العالم للضغط علي الوفود العربية. حيث تم عقد أول أول لقاء ثنائي رفيع المستوى بين البحرين وإسرائيل، تمثل في لقاء ولي عهد البحرين القائد العام لقوة الدفاع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مع وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل شيمون بيريز.. ويعدّ هذا الاجتماع هو أول اتصال رسمي إسرائيلي-بحريني منذ تعليق المفاوضات المتعددة الأطراف عام 1996 حول التعاون الإقليمي التي تجرى في إطار عملية السلام. علماً بأن شيمون بيريز قد قام بزيارة سابقة إلى كلاٌ من سلطنة عمان وقطر في 1995 برفقة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين.
مصادر دبلوماسية مطلعة ذكرت لـ (صحيفة المنار الفلسطينية) ومركز الإعلام الفلسطيني ان الاتصالات بين البحرين واسرائيل وصلت مرحلة متقدمة وان (المنامة) شهدت عدة لقاءات سرية بين مسؤولين اسرائيليين، كان آخرها لقاء عقد سرا في العاصمة الايطالية بين نجل ملك البحرين واثنين من مستشاري الملك وبين شخصيات اسرائيلية بينها مدير احد الوزارات وعضو في طاقم اتصالات مع دول عربية واسلامية بحضور مسؤول مؤسسة امنية اسرائيلية. وتكشف الصحيفة أن الاتصالات المتقدمة بين البحرين واسرائيل تمت تحت ادعاءات مساعدة الفلسطينيين والمشاركة والمساهمة في اعمار قطاع غزة، وأن هناك زيارة سرية قام بها وزير الخارجية البحريني إلى تل ابيب.
ومن جانب آخر.. نشرت صحيفة (دنيا الوطن الفلسطينية) نص وثيقة سرية تبين بان اسرائيل أجرت343 لقاءا سريا مع دول عربية في الستة أشهر الأخيرة، والمفاجأة المهمة التي فجرتها المذكرة الإسرائيلية تتعلق بالبحرين والتي أكدت المذكرة الإسرائيلية بشأنها أن الاتصالات المنتظمة معها بدأت عام 2001، وأن هدف هذه الاتصالات الرئيسي يتركز في الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.. وأن هناك علاقات مهمة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية. وبحسب المذكرة الإسرائيلية فإن الشيء الأكثر أهمية علي هذا الصعيد هو أن هناك اتفاقا كاملا بين ‘إسرائيل’ والبحرين علي العلاقات الدبلوماسية، وأن اختيار الوقت المناسب الآن أصبح هو المحك: في الإعلان عن هذه العلاقات وأن ذلك قد يكون قريبا.
• ما تكشفه الصحف العبرية !!
هذا ما يقوله أشقائنا العرب بحذر، ولكن ماذا عن الأنباء الرسمية التي تكشفها صحافة العدو الصهيوني ؟
الصحف الإسرائيلية مثل "يديعوت أحرونوت" وصحيفة "هآرتس" نشرت معلومات حول الاتصالات بين إسرائيل وبين الدول العربية والاسلامية، وادعت ان كلاً من أندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وليبيا وسلطنة عمان وقطر والبحرين واليمن وتشاد، بدأت اتصالات مع إسرائيل منذ سنوات، وتبادلت زيارات عدة بينها لتفعيل مكاتب لتبادل المصالح.
التطبيع كان حاضرًا أيضًا في صحف العدو الصهيوني بعد إعلان البحرين الاتجاهَ إلى تخفيف الحظر المفروض على الشركات الصهيونية، فقد ورد تقريرٌ في جريدة (هاآرتس) بخصوص رسالة بحرينية نقلها الأمير أحمد بن محمد آل خليفة إلى الممثل التجاري الأمريكي في البحرين تؤكد أن المملكة البحرينية ستَرفع الحظر من الدرجة الأولى المفروض على الكيان الصهيوني؛ مما يعني رفع الحظر عن الشركات الصهيونية، في مخالفةٍ لقرار جامعة الدول العربية، الذي أعلنته في الستينيات بحظر التعامل مع الصهاينة على 3 مستويات: أولها مع الشركات الصهيونية، والثاني مع الشركات التي لها أعمال في الكيان الصهيوني، وثالثها مع الشركات التي تتعامل مع شركات صهيونية.
• معارك إسرئيل القادمة بأموال خليجية !!
لذلك لم يكن مفاجأة لأحد أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "تشرف بلقاء أكثر من عشرة من زملائه (وزراء الخارجية) من العالم العربي والإسلامي، ويدعو قادة الدول العربية والإسلامية إلى إعلان اتصالاتهم المتزايدة مع إسرائيل "على الملأ". واللافت – وما أكده شالوم – هو التركيز على دول الخليج كهدف اقتصادي إسرائيلي قديم للاستفادة من أسواقها في تعظيم شأن الصناعة الإسرائيلية وضمان عوائد دولارية ضخمة من وراء التعامل مع هذه المنطقة المشهورة بالطابع الاستهلاكي.
حيث تؤكد التقارير بأن حجم ثروات دول الخليج العربية تتفاوت بين تريليون دولار و3 تريليونات دولار، وأن مجموع الثروات العربية في البنوك الخليجية -وفق مسئولين مصرفيين - سيصل إلى 2000 مليار دولار بنهاية عام 2005. ويدرك الإسرائيليون أن الدعم المالي لأي مواجهة أو حرب أو مقاومة لاحتلالهم للمنطقة العربية يأتي بالدرجة الأولي من منطقة الخليج الغنية، وأن البترول العربي لعب دورا في حروب 1973، ويلعب دورا أخطر في الوقت الراهن، مع ارتفاع أسعار النفط، كما يسعون للحصول على احتياجاتهم البترولية ومن الغاز الطبيعي من هذه المنطقة، بل ولم لا يشاركون في مشاريع استخراج النفط الخليجي.
ولعل من غرائب الأمور وعجائبها أن تعلن وزارة الخارجية البحرينية على موقعها بالإنترنت عن أهداف السياسة الخارجية لمملكة البحرين.. ومن بينها: دعم القضايا العادلة للأمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف. ولكن الوزير البحريني يناقض نفسه عندما يصرح بأن "مثل هذا الحديث تطلقه بعض الأوساط كبالون اختبار"، وتقوم حكومته بإغلاق مكتب مقاطعة إسرائيل، وتصدر مؤسسة النقد قراراً بمنع البنك العربي من تحويل المساعدات لفلسطين !!
• كلمة الختام: يعيش الشعب البحريني اليوم في مرحلة من أصعب المراحل التاريخية حيث تمت مصادرة حريته وحقوقه الدستورية.. هذا الشعب الذي قدم قربانه للأقصى والقدس (الشهيد محمد جمعة الشاخوري). هذا الشعب الذي عرف عنه مواقفه الشجاعة ودعمه الغير محدود لحركات المقاومة الفلسطينية. أنها دعوة لعدم التنازل عن الثوابت الأصيلة للشعب العربي المسلم، والإيمان حقاً ويقيناً أن الطريق إلى القدس يبدأ من البحرين وليس من تل أبيب.. وإلى الملتقى الموعود قريباً.