15 مايو 2002
أول شركة بحرينية لتقنية المعلومات
تساهم في حملة مقاطعة المنتجات الأميريكية
في بادرة هي الأولى من نوعها في البحرين بل في منطقة الخليج، تقوم شركة تقنية بقطع علاقتها مع الوكيل الرئيسي لها، وتتوقف عن تسويق منتجاتها التقنية وبضائعها المحلية، وتمتنع عن تمثيل الشركات الأمريكية تجاوباً مع حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات الأمريكية بكل أنواعها. حيث قامت الشركة البحرينية مؤسسة تطوير الأداء البشري (HPI) المتخصصة في تطوير وتدريب الموارد البشرية، وفرعها (مصادر تقنية المعلومات) المتخصصة في حلول تقنية المعلومات بقطع علاقاتها مع كل الشركات الأمريكية التي تمثلها تجارياً في السوق المحلية، وإعادة رسم استراتيجية جديدة تقضي بتفعيل دور المقاطعة الشعبية للمنتجات والبضائع الأمريكية، واعطائها أبعاد أوسع بما فيها مقاطعة المنتجات الخاصة بقطاع تقنية المعلومات والبرامج الإلكترونية.
حيث أعلنت مؤسسة تطوير الأداء البشري (HPI) في مؤتمر صحفي عقد بجمعية المهندسين البحرينية مؤخراً، عن قرارها الحاسم بقطع علاقتها مع الشركات الأميريكية وهي: “أكباك”، و”سمارت فورس”، و”الماستري”. ومقاطعة جميع منتجاتها التقنية وبرامج مورديها وشركاءها، والاعتماد على استراتيجية وطنية عربية كبديل عن التقنية الغربية المستوردة. هذا للعلم بأن شركة أكباك (Accpac) الأميريكية من أكثر شركات تقنية المعلومات تقدماً في برامجها المالية والمحاسبية والإدارية.
قيمنا العربية قبل مصالحنا التجارية
وفي رسالة بعثتها إدارة الشركة البحرينية بتاريخ 23 أبريل 2002م إلى وكيلها الرئيسي بدبي شركة أكباك الأميريكية جاء فيها: إنه من سوء الحظ أن تكون شركة أكباك انترناشنال أمريكية الجنسية، الأمر الذي لا يترك لنا أي خيار سوى الوصول إلى هذا القرار، وذلك بغض النظر عن علاقتنا المميزة مع فريق العمل، النجاح والربحية المادية لكلا الطرفين، واهتمامنا باتصال العلاقة التجارية خاصّة نتيجة المعرفة والخبرة التي اكتسبناها طوال السّنوات في تّسويق ودعم منتجات الأكباك. ففي الأسابيع القليلة الماضية، كانت هناك اجتماعات مع المدراء والموظفين لمناقشة البدائل وتقييم عواقب مثل هذا القرار، إلا أننا خلال تلك الاجتماعات كنا نتفق دوما على أمر واحد وهو أن قيمنا وأخلاقياتنا تأتي في المقام الأول بغض النظر عن أية عوامل أخرى. لقد تم اتخاذ القرار بإنهاء أي علاقة مع أي شركة أمريكية في كلا من مؤسستينا: HPI (أنظمة مايندوير) و ITR.
أمريكا ودعمها الأعمى للكيان الصهيوني
وذكرت الرسالة أن الشركة كانت تقيّم أسلوب معالجة الولايات المتّحدة الأمريكيّة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، الذي عبّر عن استراتيجيّة أمريكا الجديدة. ومنذ ذلك الوقت كانت الشركة تبحث - مثل كل العرب والمسلمين- عن دليل واحد أنّ أمريكا تتولّى قضيّة فلسطين (قضية العرب والمسلمين) بمنطقيّة واتزان وأنها تتّعامل مع أمتنا ببعض الاحترام، إلا أن كلّ الرّسائل الواضحة التي مازلنا تتلقاها من الولايات المتّحدة الأمريكيّة تُثبت العكس تماما. لذلك أدركت المؤسسة كراهيتها لسياسة أمريكا منذ أمد طويل، لكنّ مواقف الولايات المتّحدة الأمريكيّة الأخيرة فيّ الشرق الأوسط ودعمها الأعمى للإرهابيين في إسرائيل، وفي نفس الوقت وصفها وتعاملها مع الأبطال في فلسطين ولبنان -الذين يدافعون عن أراضيهم ويطالبون بابسط حقوق الأنسان- قد تجاوز كل الحدود في نظرها.
المطلوب مقاطعة شعبية شاملة
وأضافت الشركة بأننا إذ نعمل اليوم على تنشيط المقاطعة في كلّ الاتّجاهات، فأننا نعدّ أنفسنا لحرب طّويلة الأمد نحاول من خلالها تصحيح الرؤى والمواقف غير العادلة وغير المتزنة -بختم أمريكي- والتي سممت هواء الأرض التي نعيش عليها. ونحن نؤمن بأن الشّعب الأمريكيّ محتاج لأن يسمع صوتنا, وذلك لكي يوقف حكومته عن أعمالها الغبيّة. ونعتقد أن إجابة سؤال كرهنا لأمريكا ستكون منطقية ومفهومة إذا سمح للشعب الأمريكي بالاستماع إلينا. وأكدت الرسالة بأن المقاطعة هي احدى الطرق التي نعتمدها لايصال هذه الرسالة إليهم. ونحن لا نعمل بالمقاطعة لهذا السبب فقط بل لأننا نعتقد أيضًا أن مواقفنا هذه - في كلّ الاتّجاهات- يجب أن تستهدف غرور الولايات المتّحدة الأمريكيّة في اعتقادها بأنها قوة لا تقهر وأن لا أحد في هذا العالم يمكنه أن يقول لها (لا). فنحن لسنا إلا شركة صغيرة في بلد من أصغر بلاد العالم ومع هذا بامكاننا أن نقول (لا) كبيرة لكل شيء أمريكي, بصرف النّظر عن أيّ أثر مؤقّت أو خسارة ماليّة قد تحدث في المرحلة الأولية. نحن ندرك التحدي في قولنا (لا) ونؤمن أنه بامكاننا النجاة بل وعمل الأفضل بعدها وهذا ما علينا اثباته في المستقبل القريب.
نحو استراتيجية وطنية مستقلة
وفي بيان أصدرته المؤسسة خلال المؤتمر الصحفي وجهت رسالة إلى المجتمع العربي والإسلامي أنه آن الآوان في أن تتخلص الشعوب من استلاب إرادة المواجهة للتحديات الكبرى والتفكير الجديّ في الاستقلال الاقتصادي والتحرر التقني. وأنه لا بد من تغيير استراتيجية العمل والسعيّ لاستقطاب الكفاءات الوطنية خاصةٍ في مجال تقنية المعلومات. وأكدت المؤسسة أنه مع إقدامها على هذه الخطوة فإنها لا ترضى بالتأثير السلبي على الاقتصاد الوطني وعملائها المحليين، ولذلك فإنها ستواصل دعمها لعملائها وستسعى لتقديم خيارات تقنية وطنية أفضل، وأنها مؤمنة بأن نجاح قرار المقاطعة مرتبط في تقديم هذا البديل.
ولنا كلمة أخيرة
المتأمل في واقعنا السياسي والاجتماعي يلاحظ بأن الساحة العربية والعالمية تعيش أوضاع خطيرة في ظل تصاعد الأعمال الوحشية الإسرائيلية في فلسطين، بسبب الإرهاب الصهيوني المدعوم من قبل الإدارة الأميريكية. وبالتالي فإن موقفنا كعرب وواجبنا كمسلمين يتطلب منّا قطع العلاقات التجارية بكل أشكالها مع الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب، ودعم كفاح أشقائنا الفلسطينين بكل الطرق الممكنة في سبيل تحرير الأرض والكرامة العربية. ونحن كعرب ومسلمين نقف صفاً واحداً مع أشقائنا المجاهدين في فلسطين المحتلة، ونساهم بدورنا في حملة المقاطعة الشعبية كخطوة للضغط على أمريكا لمواقفها المنحازة للكيان الصهيوني. وأن واجبنا الشرعي والوطني يتطلب منّا المشاركة في كافة الخطوات التي تساهم في وقف هذا التصعيد الحاد للعدوان الصهيوني الجاري اليوم على الشعب الفلسطيني، كما أننا ندعم مواقف جميع الجمعيات السياسية واللجان الأهلية والمؤسسات التجارية التي وقفت بشجاعة مع قرار المقاطعة الشاملة للبضائع والمنتجات الأمريكية، ومحاولة الاعتماد على البدائل الأخرى.
أن الخطوة الكبيرة التي قامت بها الشركة البحرينية تطوير الأداء البشري (HPI) هي خطوة كبيرة يشاد بها على مستوى المنطقة الخليجية والعربية، وهي دعوة مفتوحة لجميع الشركات التجارية والمؤسسات التقنية إلى قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة لدعمها السافر للعدو الصهيوني المحتل، ومقاطعة الشركات التي تقوم بالتعامل الاقتصادي مع الصهاينة.