10 فبراير 2002
بقلم- أحمد رضي (كاتب صحفي):
ونحن نعيش الأيام (العشر الأواخر) من شهر رمضان الكريم، وهو شهر القرآن
الكريم والعبادة والعرفان وليلة القدر العظيمة. وهو فرصة كبيرة لجميع الناس للعزم
على التكامل الأخلاقي والارتقاء بفكرهم وأرواحهم، وتصحيح حركة المجتمع الإسلامي على
ضوء المتغيرات المعاصرة. وكذلك شهر يقوم فيه الإنسان بمراجعة مواقفه السابقة وتصحيح
مسار حياته وتقويم سلوكه وأخلاقه، وصولاً إلى فهم قوانين الحياة والسنن الكونية (قل
سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) (سورة العنكبوت، الآية 20).
وقد عشنا في غمرة الشهر الكريم ذكرى لمأساة فجع بها المسلمين منذ أكثر من أربعة عشر قرناً عندما استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في محراب الصلاة، وصرخ صرخته التي خلدها التاريخ (فزت ورب الكعبة). وفي مناجاته عليه السلام أنه قال: "إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا, و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما أحب فاجعلني كما تحب".. فكان القرآن الناطق وصوت العدالة الإنسانية.
وفي حديث من أروع أحاديث الإمام علي (ع) يقول: "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك". هذا الحديث يصور لنا استقلالية الإنسان في أن يُفكر بحرية وبتأمل عميق في مغزى وجوده، وفي نفسه وحياته وفي الكون الذي يعيّشه ويحيّاه. أن يتفكر حتى تتجلى له الحقائق والأسرار المُودعة في نفسه ومحيطه وعالمه. وحتى يصل لحالة من الاستغراق بحيث يشعر فيها الإنسان بكامل كيان وإحساسه، في كل حركةٍ أو قولٌ بوجود الله الخالق والمؤثر على كل الوجود، والقادر على كل شيء.
فالإمام يعلمنا بأنه لا الخوف من العقاب، أو الطمع في الثواب يجعلك تعبد الله سبحانه. ولكن (وجدتك) أيّ عرفتك (المعرفة الفطرية) وآمنت بك كرب معبود. ولفظة وجدتك تُفيد سعي الإنسان لمعرفة نفسه بالبحث المعرفي والتأمل الذاتي في آثار المخلوقات والكون الواسع، وصولاً لمرحلة اليقين والإيمان العميق الذي لا شك بعده. ومن ثم الوصول إلى المعرفة والاعتقاد بالقوة الحكيمة المُدبرة، ومن ثم تتحول هذه العقيدة القائمة على أساس من الفطرة الإنسانية والمعرفة، إلى حركة إيمان عميق ووعيّ بحضور الله تعالى في حياتنا ومواقفنا وسلوكنا، ليكون الإنسان على بصيرة وقادرٌ على استجلاء الحقائق من خلال الإيمان بالقيم الإنسانية ومعرفة السنن الكونية
وقد عشنا في غمرة الشهر الكريم ذكرى لمأساة فجع بها المسلمين منذ أكثر من أربعة عشر قرناً عندما استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في محراب الصلاة، وصرخ صرخته التي خلدها التاريخ (فزت ورب الكعبة). وفي مناجاته عليه السلام أنه قال: "إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا, و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما أحب فاجعلني كما تحب".. فكان القرآن الناطق وصوت العدالة الإنسانية.
وفي حديث من أروع أحاديث الإمام علي (ع) يقول: "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك". هذا الحديث يصور لنا استقلالية الإنسان في أن يُفكر بحرية وبتأمل عميق في مغزى وجوده، وفي نفسه وحياته وفي الكون الذي يعيّشه ويحيّاه. أن يتفكر حتى تتجلى له الحقائق والأسرار المُودعة في نفسه ومحيطه وعالمه. وحتى يصل لحالة من الاستغراق بحيث يشعر فيها الإنسان بكامل كيان وإحساسه، في كل حركةٍ أو قولٌ بوجود الله الخالق والمؤثر على كل الوجود، والقادر على كل شيء.
فالإمام يعلمنا بأنه لا الخوف من العقاب، أو الطمع في الثواب يجعلك تعبد الله سبحانه. ولكن (وجدتك) أيّ عرفتك (المعرفة الفطرية) وآمنت بك كرب معبود. ولفظة وجدتك تُفيد سعي الإنسان لمعرفة نفسه بالبحث المعرفي والتأمل الذاتي في آثار المخلوقات والكون الواسع، وصولاً لمرحلة اليقين والإيمان العميق الذي لا شك بعده. ومن ثم الوصول إلى المعرفة والاعتقاد بالقوة الحكيمة المُدبرة، ومن ثم تتحول هذه العقيدة القائمة على أساس من الفطرة الإنسانية والمعرفة، إلى حركة إيمان عميق ووعيّ بحضور الله تعالى في حياتنا ومواقفنا وسلوكنا، ليكون الإنسان على بصيرة وقادرٌ على استجلاء الحقائق من خلال الإيمان بالقيم الإنسانية ومعرفة السنن الكونية