20 ديسمبر 2001
من المنامة إلى القدس.. شعبٌ
واحد
بقلم- أحمد رضي (كاتب صحفي):
يحتفل العالم الإسلامي من كل عام بيوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك. فتقام مراسيم الإحياء في العديد من العواصم الإسلامية، انطلاقاً من أهمية القدس ومكانتها لدى المسلمين، وتعبيراً عن عمق الولاء لقبلتهم الأول، وارتباطهم الوثيق بالمقدسات الإسلامية. ونحن نحتفل بهذه المناسبة من أجل استنهاض المشاعر والقيم الإنسانية لاستعادة حريتنا وكرامتنا وحقوقنا كعرب ومسلمين.
فالاحتفال بيوم القدس ليست مسألة شعار سياسي أو التزام عبادي ديني فقط، بل هي تعبيرٌ إنساني حيّ من أجل التضامن مع قضاياالشعوب المستقلة والدفاع عن حرمة الأوطان وكرامة الإنسان. لأن الدفاع عن حرمة الإنسان أوجب من حرمة الأوطان، وهو واجبٌ إنساني وديني ووطني، يشترك فيه المسلم والمسيحي واليهودي. ونحن كمسلمين لا نعادي اليهود كشعب له وجوده المستقل وكرامته المصونة، ولكننا نعادي كل يهودي صهيوني.. يعيش (صهيونيته) من حيث تميزه جنسه الأسطوري، واستعلائه على القوانين الشرعية والقيم الإنسانية.
فذكرى يوم القدس تعطينا رؤية لمراحل العمل السياسي والاجتماعي، ولكيفية التعامل مع العدو الحقيقي، وطريقة معالجة الأخطاء الداخلية. فمعظم الحركات الوطنية والشعبية كانت لها أخطاء وسلبيات، فليس عاراً بأن نخطأ ولكن العار أن لا نقبل بالخطأ، بل ونحاول إظهاره على أنه صواب. لأن التقدم إلى الأمام يبدأ بتشخيص الخطأ وقبوله بكل شجاعة. لذلك نحن مطالبين بمراجعة التغيرات التي يمر بها المجتمع البحريني في ظل الأوضاع الحالية، والنظر لما تتطلبه المرحلة من استعدادات وإمكانيات ناهضة بالمجتمع والدولة معاً.
وبهذه المناسبة يستحضرني حديث لوزير التنمية والصناعة السابق يوسف الشيراوي حينما قال: (هناك فئتان من الناس في العالم العربي يستحيل حكمهم أو السيطرة عليهم: الفلسطينيون والبحرانيون!! فكلا الشعبين ذكي ومثقف، ولن يكتفي بـ "لا" جواباً على أية مسألة) انتهى كلام الوزير السابق.
وكمواطنين.. نحن الآن في لحظة تاريخية مصيرية حاسمة من حياتنا ووجودنا، تتطلب التأمل في واقعنا السياسي والاجتماعي بكل أبعاده وأوراقه المجهولة!! أن نرفع رؤوسنا لنعالج أخطائنا ومشاكلنا الداخلية.. فكيف نطالب بالديموقراطية والوحدة السياسية، في حين أننا عاجزين عن صنع وحدة (وطنية أو دينية) داخل المحيط الشيعي؟!.
وإذا استقرأنا التاريخ فسوف نعرف أن نقطة نفاذ العدو إلى القدس، كانت من خلال بث الفرقة والخلافات بين الدول المسلمة. لذلك فإن خيوط تحرير القدس تنعقد بوحدة الشعوب، وقبلها يجب أن نتوحد كشعب واحد قبل أن نطمع في توحد الدول.. لأن الطريق إلى القدس يبدأ من البحرين!!. ولأن بداية أيّ تغيير ننشده لن يكون إلا من خلال التغيير الاجتماعي.. في تفكيرنا وحوارنا وحركتنا.. في مآتمنا ونوادينا وجمعياتنا. (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..).
ونحن نتحدث حول هذه القضية.. ما زالت دماء إخواننا تسيل على الأرض المباركة، وما زالت أمريكا تقف وراء الكيان الصهيوني الغاصب بكل قوتها ووجودها، في حين أن الحكومات العربية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب. ولكني ما زلت أؤمن بقدرة الشعوب على استرجاع حقوقها وحرياتها وكرامتها. ولكن علينا أن نتعلم كيف نفكر ونخطط وننفذ، وأن نؤمن بعدالة قضيتنا، وبواجبنا نحو شهدائنا الأبرار.. و(إنْ تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم).
فللقدس قدسيتها في قلوبنا.. وهذه القدسية ليست صنيعة بشر، لذلك ينبغي أن تظل جذوة نارها مشتعلة في قلوبنا. لقد أدرك العدو ذلك جيداً، وعرف كيف يشغلنا بصراعات داخلية وقدسيات مزيفة أدت إلى ما نراه في واقعنا من عصبيات قومية ودينية وحزبية. يجب أن نعيّ ذلك، وأن نتحرر من كل القدسيات الزائفة إذا أردنا استرجاع مقدساتنا الحقيقية، لأن قضيتنا هي قضية الوطن والأرض والإنسان. أنها دعوة لتصحيح مسيرتنا وفق قيم إنسانية تتعاطى الحوار والرأي الآخر ومبدأ التعايش السلمي، وأن نخطط لبناء قواعدنا الاجتماعية وتوحيد جهودنا الضائعة، والنهوض بكل المؤسسات الرسمية والدينية، وإعطاء المرأة دورها الحقيقي في بناء الإنسان وتحريك المجتمع.
وفي مثل هذا اليوم، نعيش لنجدد ولائنا وثباتنا وصمودنا، ولتبقى القدس قضيتنا الأولى. لنؤكد أن من واجبنا الإنساني والشرعي أن نلبي نداء الإمام الخميني (قده) الذي هو بمثابة نصرة لإمام الزمان الغائب (عج)، وأن التقاعس عن تلبية الواجب في اللحظات الصعبة من حياتنا هو خذلان لقضيتنا ولشهدائنا الأبرار ولإمامنا المهدي المنتظر (روحي فداه).
بقلم- أحمد رضي (كاتب صحفي):
يحتفل العالم الإسلامي من كل عام بيوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك. فتقام مراسيم الإحياء في العديد من العواصم الإسلامية، انطلاقاً من أهمية القدس ومكانتها لدى المسلمين، وتعبيراً عن عمق الولاء لقبلتهم الأول، وارتباطهم الوثيق بالمقدسات الإسلامية. ونحن نحتفل بهذه المناسبة من أجل استنهاض المشاعر والقيم الإنسانية لاستعادة حريتنا وكرامتنا وحقوقنا كعرب ومسلمين.
فالاحتفال بيوم القدس ليست مسألة شعار سياسي أو التزام عبادي ديني فقط، بل هي تعبيرٌ إنساني حيّ من أجل التضامن مع قضاياالشعوب المستقلة والدفاع عن حرمة الأوطان وكرامة الإنسان. لأن الدفاع عن حرمة الإنسان أوجب من حرمة الأوطان، وهو واجبٌ إنساني وديني ووطني، يشترك فيه المسلم والمسيحي واليهودي. ونحن كمسلمين لا نعادي اليهود كشعب له وجوده المستقل وكرامته المصونة، ولكننا نعادي كل يهودي صهيوني.. يعيش (صهيونيته) من حيث تميزه جنسه الأسطوري، واستعلائه على القوانين الشرعية والقيم الإنسانية.
فذكرى يوم القدس تعطينا رؤية لمراحل العمل السياسي والاجتماعي، ولكيفية التعامل مع العدو الحقيقي، وطريقة معالجة الأخطاء الداخلية. فمعظم الحركات الوطنية والشعبية كانت لها أخطاء وسلبيات، فليس عاراً بأن نخطأ ولكن العار أن لا نقبل بالخطأ، بل ونحاول إظهاره على أنه صواب. لأن التقدم إلى الأمام يبدأ بتشخيص الخطأ وقبوله بكل شجاعة. لذلك نحن مطالبين بمراجعة التغيرات التي يمر بها المجتمع البحريني في ظل الأوضاع الحالية، والنظر لما تتطلبه المرحلة من استعدادات وإمكانيات ناهضة بالمجتمع والدولة معاً.
وبهذه المناسبة يستحضرني حديث لوزير التنمية والصناعة السابق يوسف الشيراوي حينما قال: (هناك فئتان من الناس في العالم العربي يستحيل حكمهم أو السيطرة عليهم: الفلسطينيون والبحرانيون!! فكلا الشعبين ذكي ومثقف، ولن يكتفي بـ "لا" جواباً على أية مسألة) انتهى كلام الوزير السابق.
وكمواطنين.. نحن الآن في لحظة تاريخية مصيرية حاسمة من حياتنا ووجودنا، تتطلب التأمل في واقعنا السياسي والاجتماعي بكل أبعاده وأوراقه المجهولة!! أن نرفع رؤوسنا لنعالج أخطائنا ومشاكلنا الداخلية.. فكيف نطالب بالديموقراطية والوحدة السياسية، في حين أننا عاجزين عن صنع وحدة (وطنية أو دينية) داخل المحيط الشيعي؟!.
وإذا استقرأنا التاريخ فسوف نعرف أن نقطة نفاذ العدو إلى القدس، كانت من خلال بث الفرقة والخلافات بين الدول المسلمة. لذلك فإن خيوط تحرير القدس تنعقد بوحدة الشعوب، وقبلها يجب أن نتوحد كشعب واحد قبل أن نطمع في توحد الدول.. لأن الطريق إلى القدس يبدأ من البحرين!!. ولأن بداية أيّ تغيير ننشده لن يكون إلا من خلال التغيير الاجتماعي.. في تفكيرنا وحوارنا وحركتنا.. في مآتمنا ونوادينا وجمعياتنا. (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..).
ونحن نتحدث حول هذه القضية.. ما زالت دماء إخواننا تسيل على الأرض المباركة، وما زالت أمريكا تقف وراء الكيان الصهيوني الغاصب بكل قوتها ووجودها، في حين أن الحكومات العربية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب. ولكني ما زلت أؤمن بقدرة الشعوب على استرجاع حقوقها وحرياتها وكرامتها. ولكن علينا أن نتعلم كيف نفكر ونخطط وننفذ، وأن نؤمن بعدالة قضيتنا، وبواجبنا نحو شهدائنا الأبرار.. و(إنْ تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم).
فللقدس قدسيتها في قلوبنا.. وهذه القدسية ليست صنيعة بشر، لذلك ينبغي أن تظل جذوة نارها مشتعلة في قلوبنا. لقد أدرك العدو ذلك جيداً، وعرف كيف يشغلنا بصراعات داخلية وقدسيات مزيفة أدت إلى ما نراه في واقعنا من عصبيات قومية ودينية وحزبية. يجب أن نعيّ ذلك، وأن نتحرر من كل القدسيات الزائفة إذا أردنا استرجاع مقدساتنا الحقيقية، لأن قضيتنا هي قضية الوطن والأرض والإنسان. أنها دعوة لتصحيح مسيرتنا وفق قيم إنسانية تتعاطى الحوار والرأي الآخر ومبدأ التعايش السلمي، وأن نخطط لبناء قواعدنا الاجتماعية وتوحيد جهودنا الضائعة، والنهوض بكل المؤسسات الرسمية والدينية، وإعطاء المرأة دورها الحقيقي في بناء الإنسان وتحريك المجتمع.
وفي مثل هذا اليوم، نعيش لنجدد ولائنا وثباتنا وصمودنا، ولتبقى القدس قضيتنا الأولى. لنؤكد أن من واجبنا الإنساني والشرعي أن نلبي نداء الإمام الخميني (قده) الذي هو بمثابة نصرة لإمام الزمان الغائب (عج)، وأن التقاعس عن تلبية الواجب في اللحظات الصعبة من حياتنا هو خذلان لقضيتنا ولشهدائنا الأبرار ولإمامنا المهدي المنتظر (روحي فداه).